انتخابات المغتربين “بروفا” قبل ١٥ أيار؟ الزغبي لـ “هنا لبنان”: الناخب يستفتي بين الدويلة والدولة


أخبار بارزة, خاص 10 أيار, 2022

كتبت كارول سلوم لـ “هنا لبنان”:

أما وقد أنجزت انتخابات المغتربين للعام ٢٠٢٢، وأفضت إلى ما أفضت إليه من نسب تصويت وإن متفاوتة بين بلد وآخر وتنظيم وإن شهد خروقات ورغبة في التغيير، فإنّ العين تنصب على انتخابات المقيمين هذا الأحد لما قد تحمله النتائج الصادرة عنها من مؤشرات تتصل بالتوازنات داخل المجلس النيابي ودخول قوى تغييرية قبيل موعد الاستحقاقات الكبرى. قد تدفع جولتا انتخابات المغتربين إلى تشجيع المترددين داخل لبنان للاقتراع حتى أن مواقف البعض في الخارج يمكن أن يستلهم منها لبنانيو الداخل الذين تتوق فئة منهم إلى منح فرصة للتغيير، بعدما جربت حكم أحزاب وقوى السلطة لسنوات. وما هو مؤكد أن الأسبوع الفاصل عن موعد الخامس عشر من أيار أي موعد الانتخابات لن يكون سهلاً نظراً إلى ما يمكن أن يقوم به المرشحون من تجييش وشد عصب وضغوطات ومواقف وغيرها، وفي جميع الأحوال فإن من سبق له أن رسخ قناعة معينة، قد يصعب العمل على تبديلها. كان بإمكان لبنانيي الخارج أن لا يتحمسوا وألّا يسجلوا أسماءهم في وقت سابق للاقتراع، إلا أن دوافعهم متعددة ولا سيما أولئك الذين لم تمض سنوات كثيرة على مغادرتهم البلد بفعل الظروف التي عاشوها، هؤلاء يريدون القول كفى للمنظومة الحالية. بالطبع بقيت الأحزاب تلعب دورها لدى المغتربين، والبعض منها جاهر ويجاهر بولائه لهم. إنما ما لا يمكن إخفاؤه هو أن انتخابات المغتربين بعثت برسائل، وفي الحقيقة فإن الاقتراع الذي حصل في كل بلد ترك دلالات معينة، تشكل محور تقييم وقراءة.
لا يجوز مقارنة انتخابات العام ٢٠١٨، بالعام ٢٠٢٢ إلا من حيث نسب المشاركة، ولا يزال الوقت مبكراً للحكم على نهائية مشهد الاستحقاق الانتخابي قبل مساء الأحد المقبل، لا سيما أنه جرت العادة أن يكون ربع الساعة الأخيرة هو المفصل.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ الياس الزغبي لموقع “هنا لبنان” إن انتخاب المغتربين على مرحلتين كان بمثابة “بروفا” متقدمة لما سيحصل في ١٥ أيار داخل لبنان مع فارق أساسي أن إرادة المغتربين متحررة كليًّا من الضغوط السياسية والأمنية والاقتصادية والمعيشية التي تمارس بحق إرادة اللبنانيين المقيمين.
ويشير الزغبي إلى أنه في ديار الانتشار، لم يكن هناك من مجال لتكرار ما حصل ويحصل مثلاً في دائرة بعلبك – الهرمل وفي دائرة الصرفند- الزهراني-صور ودوائر أخرى من الدوائر الـ ١٥ في لبنان، ويقول: ليس في أي عاصمة أو مدينة عبر العالم ذراع مسلحة تفعل وترتكب ما ترتكبه لائحة بناء الدولة في بعلبك – الهرمل من خلال تهديدها للمرشحين وتهويلها بالترهيب والترغيب على الناخبين. ويضيف: كما لم تنجح هناك وسيلة تمرير ومقايضة الأصوات من تحت الطاولة بين اللوائح المحسوبة على “فريق الممانعة” والمتناحرة في ما بينها، كما يحصل في الدائرة الثالثة في الشمال من خلال ضغط حزب الله على لائحة المردة- القومي لتمرير مئات الأصوات لمصلحة جبران باسيل الذي يجهد ويحاول الحصول على حاصل واحد يكفل له مقعده النيابي .
ويوضح أنه يصح القول أن انتخابات المغتربين تشكل صورة ناجحة للانتخابات في لبنان على كل المستويات خصوصاً إرادة التغيير ومقاومة السلطة القائمة التي يحميها ويرعاها السلاح غير الشرعي، إلا لجهة حرية الناخبين المنقوصة في لبنان والكاملة في ديار الانتشار.
ويرى الزغبي أن أهمّ عبرة قدمها اقتراع المغتربين هي ارتفاع نسبة المشاركة خصوصاً في الدول ذات الاغتراب الحديث كما في الخليج وكندا والولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وأستراليا، لافتاً إلى أن هذه العبرة لا بد لها من أن تنعكس إيجاباً على نسبة الاقتراع في الدوائر الـ ١٥ في لبنان، وتحديداً على البيئة السنية في دائرة بيروت الثانية ودائرتي طرابلس وعكار وكذلك في صيدا والإقليم والبقاع الغربي.
ويعتبر أن المؤشرات الآتية من ديار الانتشار تتحدث عن خروج هذه الطائفة من خدعة المقاطعة. فقد أدرك ممثلوها أن المقاطعة لا تعني رفع الغطاء عن السلاح غير الشرعي بل على العكس، فإن كثافة المشاركة تؤدي إلى رفع هذا الغطاء. فـ ١٥ أيار ليس بعيداً عن ٧ أيار بما يعنيه من غلبة السلاح وغزوته لبيروت والجبل سنة ٢٠٠٨. فاقتراع الطائفتين السنية والدرزية يعني التصدي لأصحاب هذه الغزوات ولمشروعهم الخطير على واقع لبنان ومستقبله. أما في البيئة المسيحية، فهناك وعي متنامٍ لضرورة رفع الغطاء عن سلاح حزب الله الذي ظلله منذ ٦ شباط ٢٠٠٦، أي تاريخ تفاهم حزب الله – التيار العوني.
ويختم قائلاً: لذلك فإن الانتخابات في ١٥ أيار تندرج بسهولة تحت عنوان واضح يشبه الاستفتاء أكثر من الانتخاب: هل أنت مع السلاح غير الشرعي والدويلة أم مع السلاح الشرعي والدولة؟ وهذا ما يسهل كثيرًا على الناخب اللبناني الحر عملية الاختيار وراء الستار.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us