خياران انتخابيّان لا ثالث لهما


أخبار بارزة, خاص 12 أيار, 2022

كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:

يتوجّه اللبنانيّون يوم الأحد إلى مراكز الاقتراع لانتخاب ١٢٨ نائباً. لن نخوض هنا في تفاصيل اللوائح والتحالفات، ولن نبكي على تشرذم أبناء “الخطّ الواحد”، بدل وحدتهم التي كانت لتصنع قوّةً.

على كلّ لبناني ألا يفكّر إلّا بأمرٍ وحيد قبل أن يقترع يوم الأحد. عليه أن يسأل نفسه سؤالاً وحيداً: هل المرشّح الذي سأمنحه صوتي ينتمي إلى محور حزب الله أم يعارضه علناً وبشدّة؟
لا يجب على الناخب أن يهتمّ إذا كان المرشّح زاره مرّةً، أو خدمه مرّةً، أو زفّت طريقاً. هذه كلّها تفاصيل في الانتخابات الحاليّة. ما يهمّ هو لبنان الذي نريده. هل هو لبنان الذي يسيطر عليه حزب الله وتتغيّر صورته وثقافته ومدارسه ومعرض الكتاب فيه وطريق مطاره؟ أم لبنان التنوّع والحضارة والانفتاح والعيش بحريّة؟
لا يجب أن نساوم في هذه القضيّة. لا يجب أن “نمرّقها” لمرشّح “صاحبنا”. لا يجب أن نؤخذ بمرشّحي المجتمع المدني إن افتقدوا للموقف السياسي الصريح.
اطلبوا من أيّ مرشّح للمجتمع المدني أن يُحدّد موقفه العلني والصارم والواضح من حزب الله ومشروعه. لا يكفي الكلام عن السلاح غير الشرعي. نريد كلاماً عن غطرسة الحزب ومصادرة القرارين السياسي والأمني، ومشاركة الحزب في حروب دولٍ أخرى، وسيطرته على مرافئ ومرافق ومعابر وإدارات.
لا يجب أن ننتخب من يهادن الحزب، ومن يحالفه، ومن يسكت عن تجاوزاته. لا يجب أن نسلّم البلد للحزب، أكثر فأكثر.
لا يجب أن ننتخب من يهاجم المنظومة، من دون التصويب بشكلٍ مباشر على الحزب.
لا يجب أن ننتخب من يهاجم الفساد، من دون الإشارة إلى دور حزب الله في الفساد وتغطية الفاسدين.
لن تُحدِث هذه الانتخابات ربما التغيير المنشود. لن يسلّم الحزب سلاحه في حال خسر في الانتخابات. ندرك ذلك جيّداً. ولكن، يمكن لهذه الانتخابات أن تُظهر أنّ غالبيّة اللبنانيّين تعارض الحزب ومن يغطّيه، خصوصاً في الشارع المسيحي.
هي فرصة قد نندم كثيراً إن لم نستفد منها.
لا تهدروا أصواتكم. لا تجلسوا في منازلكم. إذهبوا، صوّتوا، ولتكن ورقة الاقتراع بدايةً لتحرير لبنان من احتلال حزب الله الإيراني.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us