من فرنجيّة إلى باسيل و… جعجع


أخبار بارزة, خاص 11 تموز, 2022

كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:

عنوانٌ وحيد يمكن أن تحمله زيارة النائب فريد الخازن إلى منزل النائب جبران باسيل في اللقلوق، هو الانتخابات الرئاسيّة. كان الخازن، في الأعوام الأربعة الأخيرة، السياسي الأكثر تهجّماً على باسيل، وأيضاً على الرئيس ميشال عون. ولكن لضرورات الرئاسة أحكام. يطمح نائب كسروان إلى أن يؤدّي دور “صهر العهد”، من دون أن يكون صهراً له…

كان الخازن صاحب فكرة التواصل مع باسيل. وافق رئيس تيّار المردة سليمان فرنجيّة على الأمر. تلقّى فرنجيّة أكثر من إشارة تفيد بأنّ حزب الله لم يحسم قرار دعم ترشيحه. يدرك حزب الله أنّ المرحلة المقبلة لا تحتاج إلى رئيس تحدٍّ، وأنّ الذهاب إلى مرشّح وسطي يريح الجميع، ولا يكسر باسيل، الممرّ الإلزامي للرئاسة.
لذا، رأى فرنجيّة أنّ الانفتاح على القوّتين المسيحيّتين الأبرز ومحاولة نيل موافقة أحدهما على ترشيحه يشكّل ضغطاً على الحزب. بعد زيارة باسيل هناك تحضير لزيارة رئيس حزب القوات اللبنانيّة. يعرف فرنجيّة أنّ طريق الرئاسة صعبة إن لم يعبّدها له أحد الحزبين المسيحيّين الأبرز. نتحدّث هنا عن الغطاء المسيحي، وعن الأصوات التي يحتاج إليها للفوز، وأيضاً، عن إحراج حزب الله إن مشى في خيار المرشّح الوسطي.
ولكن هناك من يعتبر أنّ خطوة فرنجيّة، عبر الخازن، جاءت مبكرة وسترفع من سقف شروط باسيل، على طريقة عرف مكانته فتدلّل. سيتدلّل باسيل كثيراً قبل الموافقة على دعم فرنجيّة، وثمّة لائحة طويلة من الشروط تصل إلى حدّ شراكته في الحكم عبر اختيار حاكم مصرف لبنان وقائد الجيش وغيرهما.
في المقابل، يستحيل أن يقبل جعجع، مهما كانت الضمانات التي ستُقدَّم له.
وإذا كانت زيارة الخازن إلى باسيل جاءت بمثابة افتتاح رسمي لمعركة فرنجيّة الرئاسيّة، فإنّ دون وصول رئيس “المردة” إلى بعبدا مساراً طويلاً سيحتاج معه إلى سلوك طرقٍ أبعد من اللقلوق بكثير.
لا نتحدّث هنا عن الجغرافيا، بل عن السياسة والتاريخ.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar