Flavors شيف نبيه

كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:

لوهلة تخيلت الرئيس نبيه بري ( 84 عاماً) يتحدث إلى زوّاره عن نوع جديد من المعسّل الواصل حديثاً إلى مخازن يحيى أو أنه يجر عربة تسوق في سوبر ماركت رمّال الأصلي ووقع نظره على أصناف الشعيرية المصفوفة على رفوف “أندومي”: هناك شعيرية بنكهة الخضار، وشعيرية بنكهة الكاري، وشعيرية بنكهة الدجاج، وشعيرية بنكهة التوابل وشعيرية بنكهة الجمبري.
والأرجح أنه أسقط، كطبّاخ رئاسي، على رئيس الجمهورية المقبل مرقة إفتراضية لإعطاء الموقع طعماً لذيذاً: “على رئيس الجمهورية أن يكون لديه نكهة مسيحية ونكهة إسلامية لكن الأهم أن يكون لديه نكهة وطنية”.
ماذا تعني الـ flavor المسيحية بنظر بري؟ أن تكون له حيثية في بيئته، ويكون مقبولاً من بكركي، وعلى علاقة طيبة مع الأحزاب المسيحية، ويذهب إلى القداس كل يوم أحد وطيّب المعشر؟
وماذا تعني الـ flavor الإسلامية؟ أن يكون مرضياِ عنه من طائفة الموحدين ومن أهل السنة ومن الثنائي الوطني؟
وماذا تعني الـ flavor الوطنية برأي البرلماني العتيق سوى أن يكون ممانعاً ومع ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة؟
للتذكير فإن قامة سياسية مثل نسيب لحود، لم ترضِ نبيه بري في العام 2007، ولم يرَ فيها مؤهلات رئاسية. ولا شخصية مارونية منفتحة كميشال إده. كما لم يجد في بطرس حرب مواصفات تؤهله للرئاسة. ولا في الشيخ ميشال خوري. وحتماً لن يخطر في بال بري مرشّح رئاسي إسمه سمير فريد جعجع! إن عثر على ماروني، صورة طبق الأصل عن علي حسن خليل فيكون قد حصل على توازن في النكهات.
للشيف نبيه خلطته. وللسياديين معاييرهم ولوليد بك مواصفاته للرئيس العتيد. فهو يريد رئيساً لا هو بطويل ولا بقصير. لا أسمر ولا أشقر. لا من رحم القوى السيادية ولا من البيئة اللصيقة بالحزب. لا سمير جعجع ولا جوزيف عون. يرضي البطرك ولا يستفز الحاج وفيق. يريد أبو تيمور رئيساً حاملاً جينات الياس سركيس. رئيس إدارة أزمة.
من يشبه الرئيس سركيس في نهجه وسلوكه وممارسته واتزانه وصبره ووطنيته وتعاليه عن الصغائر ونزاهته؟ لا أحد. ذكّر زعيم المختارة أن رئيس إدارة الأزمة المُنتخب خلفاً لسليمان فرنجية دعم وصول رئيس الحل بشير الجميل في العام 1982، سيغير أبو تيمور رأيه في ثوانٍ قليلة ويقبل بالمعروض.
لنعد إلى الـ flavors. ما رأي السادة النوّاب برئيس جمهورية بنكهة الأرز والسيادة بدلاً من نكهة الأراكيل والشاي والممانعة المبطّنة؟

مواضيع مماثلة للكاتب:

عرّاب الأب والابن… والمتن

كبتاغون وكوكا.. وماذا بعد؟

مفتي “الحزب” الممتاز