“أهلا بهالطّلة”… هل أنعشت السياحة أو ستكلّف لبنان مواجهة جديدة مع كورونا؟


أخبار بارزة, خاص 16 آب, 2022

كتبت ريتا صالح لـ “هنا لبنان”:

من دون “القيل والقال” و”اللف والدوران” لا شك أن لبنان يعاني من العديد من الأزمات التي هزمت اقتصاده، وواجهت أمنه، وهزّت قطاعه الصحي. وبالرغم من الوضع السيّئ، فإنّ الشعب اللبناني قد تعايش مع هذه الأزمات وأدار الأذن “الطرشاء”.
كلٌّ منا انتظر الموسم الصيفي ومجيء المغتربين والسواح من جميع أنحاء العالم، متفائلاً بإنعاشهم الوضع الاقتصادي المتدهور وتحسين وضع القطاعات التجارية مثل الفنادق، الملاهي، المطاعم، الأسواق، المراكز التجارية، وغيرها. ومع حاجتنا لإنعاش الاقتصاد، إن غالبية اللبنانيين قد نسوا أو تناسوا الوضع الصحي في لبنان والعالم، حيث أن وباء كورونا لا يزال في ديارنا، و”بقوة”. وبالتالي، لا نستطيع أن ننسى مدى الخطورة التي تعصف بقطاعنا الصحي والاستشفائي والطبي بالإضافة إلى أزمة الدواء.
اليوم، لبنان لا يزال يواجه أزمة اقتصادية حياتية، وأزمة صحية إنسانية عالمية لم يسبق لها مثيل.
صحياً، أكد مدير العناية الطبية في وزارة الصحة الدكتور جوزف الحلو في حديث خاص لموقع “هنا لبنان” أننا مع بداية فصل الصيف توجهنا بالنداء إلى جميع اللبنانيين لإجراء التلقيح للوقاية من فيروس كورونا في كل المراكز المفتوحة، إلّا أنّه وللأسف الشعب اللبناني مهمل ومستهتر بكورونا، معتبراً أنّ اللبناني هو الشعب الوحيد على الكرة الأرضية الذي يعتبر أنّ هذا الوباء غير موجود، حيث أنّ لا أحد يبالي بالإجراءات الوقائية المتبعة ضد هذا الوباء. وأكّد الحلو أنّ وزارة الصّحّة لم تكن يوماً ضدّ الاقتصاد والسّياحة، إلّا أنّ أولويّتها هي صحة المواطن. ورأى أنّ على الدولة دعم القطاع الطبي وخصوصاً كلّ من قرّر أن يبقى في البلد وعدم الهجرة إلى الخارج. وكشف أنّ دول الخليج ومصر وقطر والسعودية وتركيا قد أرسلت مساعدات طبية من أدوية ومستلزمات للبنان، مؤكداً في السياق عينه أنّنا إذا لم نساعد أنفسنا للحفاظ على صحتنا من كورونا لا أحد يمكنه مساعدتنا.
ولفت الحلو في حديثه لموقعنا إلى أنّه بعد انتهاء فصل الصيف نحن قادمون إلى مرحلة “الانفلونزا” و”الرشح”، مشدداً على ضرورة التلقيح. وأعلن أنّ المستشفيات الرسمية جاهزة لاستقبال مرضى كورونا، إلّا أنّ المستشفيات الخاصّة قد أغلقت أبواب هذا القسم، معلناً أنّ الوزارة ليس لديها أماكن لكورونا في أي مستشفى خاصة في حال كثرت الحالات الحرجة وتفشى الوباء وارتفعت الأعداد.
أمّا اقتصادياً، كشف نائب نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري في لبنان خالد نزهة في حديث خاص لـ “هنا لبنان” أنه بعد المرحلة التي مررنا بها كلبنانيين والانهيار المالي والاقتصادي والصّحي، إنّ حضور اللبنانيين اليوم كان حافزاً كبيراً ومشجّعاً لدعم الاقتصاد بشكل مهم جدًّا. وأكّد نزهة أنّ النقابة قد التزمت بكل الشروط الصحية العالمية للحد من جائحة كورونا، مضيفاً أنّه “بعزّ” الأزمة الصحية لم يكن قطاع المطاعم والملاهي السبب بارتفاع أعداد المصابين. وشدد نزهة أنّه على الوزارات المختصة بهذا الملف والأجهزة المسؤولة والبلديات أن تلعب دوراً كبيراً بالتزام المواطن بالشروط الصحية لا سيما وأن النقابة ليس لديها سلطة تنفيذية على المؤسسات التي تخالف.
أمّا بالنسبة لموضوع التسعيرة بالليرة أو الدولار، كشف نزهة أنّ النقابة قد طبّقت قرار وزارة السياحة، بأن تكون الأسعار بالدولار لمن يدفع بالدولار ومن يحمل الليرة اللبنانية يدفع حسب السوق الموازية، مشيراً إلى أنّ هذا القرار يمكن أن يتجدد فيما بعد بقرار من وزارة السياحة وبالتشاور مع المعنيين.
كما وتمنى نزهة أن تكون السياحة في لبنان مستدامة، وأن يأتي المغتربون والسوّاح من الدول العربية والخليجية والأوروبية وغيرها في كل الأوقات وليس فقط في الموسم الصيفي أو في الأعياد. كما دعا الجميع إلتزام الشروط الصحية والتباعد الاجتماعي. وفي هذا الاطار، أكد أنّ الدولة لم تساعد ولم تساهم بأي شيء .
ودعم نزهة دور وزارة السياحة والوزير وليد نصار بكل الجهد والعمل الذي قاموا به، مؤكّداً أنّ حملة “أهلا بهالطلّة” قد أنعشت الوضع الاقتصادي وأعطت الأمل للبنانيين.
ختاماً، بالرغم من المآسي والصعوبات الحياتية، الاقتصادية، الصحية، الأمنية والاجتماعية، إن لبنان بحاجة إلى أي خطوة ايجابية تنعش اقتصاده وتساعده في محنته الصحية، من هنا، حملة “أهلا بهالطلة” تعتبر من أبرز إيجابيات الموسم الصيفي-السياحي في لبنان ولو أن فيروس كورونا لا يزال على موعده كل دقيقة وثانية مع المواطن.
ومن هذا المنطلق، لا بدّ من الاشارة إلى ان التلقيح ضد كورونا هو من أهم الخطوات الضرورية لحماية أنفسنا ولعدم الرجوع الى مرحلة “طوابير المستشفيات”.
وليكن الموسم الصيفي هو أول خطوة إيجابية لخلاص لبنان من كل أزماته.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us