ميشال المر: السياسة حتى قيام الساعة


أخبار بارزة, خاص 31 كانون الثاني, 2021

كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان” :

سأل صحافي من الدرجة الأولى ميشال المر: لماذا تصدر جريدة اليوم وهي مشروع مكلف؟ فتح المر جارور مكتبه وأخرج ملفاً وقال لسائله: “إنني أدفع مخصصات لنصف صحافيي البلد، فعلى الأقل أدفع غداً لهم لقاء عملهم في جريدتي” حصل الحديث قُبيل إصدار صحيفة “الجمهورية” في العام 1985، بعد 10 أعوام على توقفها وبعد انتقال ملكيتها إلى الشاب الطموح الياس المر، وكان الإبن في صف إيلي حبيقة، الذي كان يعد نفسه للعب دور لا يقتصر على الإمساك الكامل بالـ”شرقية” بدعم سوري إنما الوصول إلى رئاسة الجمهورية من خلال الإتفاق الثلاثي. وفي واقع الأمر، وحده رئيس حركة أمل نبيه بري وصل إلى رئاسة البرلمان بدعم سوري أما وليد بك، كممثل أوّل للطائفة الدرزية، فقد سلك درب الإتفاق الثلاثي مرغماً.
كان ميشال المر في التاسعة والعشرين عندما خاض الإنتخابات النيابية العام 1960 لانتزاع مقعد الروم الأورثوذكس من النائب ألبير مخيبر ولم يوفّق. كرر التجربة في العام 1964 وخسر للمرة الثانية، بفارق 700 صوت تقريباً،في العام 1968 تعذّر إتفاق الحلف الثلاثي مع “حكيم الفقراء” على ضمّه إلى لائحة المتن فكان المر خياراً كتائبياً، ومموّلا لليستة، فأسقط مخيبر، قبل أن ييعود الأخير ويبعد خصمه اللدود عن البرلمان لا عن لعب أدوار سياسية قادته من بشير إلى بشّار، وكان من دون شك أبرز وجوه الحقبة السورية منذ منتصف الثمانينيات إلى العام 2005 والأورثوذكسي الأول في الجمهورية الثانية. كما كانت له أدوار إلى جانب معظم الرؤساء، ويد في وصول بعضهم إلى بعبدا وتسويق ترشيحهم في دمشق.
في الطائف، زيد للأورثوذكس مقعد في دائرة المتن الشمالي، فضمن المر النيابة من العام 1992 حتى وفاته وهو على مشارف التسعين، وكانت كتلته تتسع حينا لتبلغ 10 نواب وتزمّ إلى حدود النائبين: هو وحفيدته نايلة تويني مكتبي. وفي دورة العام 2018 فشلت كل صيغ التحالف، فشكل المر لائحة من المغمورين، ففاز بفارق كبير عن رفاقه كما لو أن شركاؤه في اللائحة “كمالة عدد”.وكان له شرف ترؤس أول جلسة لمجلس النواب بصفته رئيس السن. بدا جلياً في تلك الجلسة أن “دولتو” ليس في وارد الإعتزال.
أبو الياس، صاحب الرقم القياسي بالـ “ششبنة” وبعدد “الفلايين” والخدمات، على مدى ستة عقود ظاهرة سياسية وشعبية، وجبل لم تهزه الريح، كما كتبوا تحت واحدة من صوره العملاقة، لكن لخصومه رأي آخر بـ “دولة الرئيس”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us