مسؤولية الدولة وعجز السلطة


أخبار بارزة, خاص 16 كانون الأول, 2022

كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:

قال أحد الخبراء العسكريين بعد مشاهدته فيديو إطلاق النار على آلية اليونيفيل في العاقبية، إن من أطلق النار ليس شخصاً عادياً بل هو محترف في إطلاق النار، إذ وجّه سلاحه نحو مؤخرة السيارة مباشرةً وأطلق الرصاص طلقةً طلقةً متعمّداً إصابة السيارة ومن فيها، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل تصرّف مطلق النار هذا من تلقاء نفسه؟ وكيف صودف وجود هذا “المحترف” بين مجموعة “الأهالي”؟
التحقيق اللبناني قد يظهر الوقائع التي حصلت ولكن يبدو أن الإيرلنديين لا ثقة لهم بهذا التحقيق ولذلك أبلغوا وزارة الخارجية عزمهم على إرسال لجنةٍ من قبلهم من أجل متابعة التحقيقات وأنّ نقاشاً يدور مع الأمين العام للأمم المتحدة بخصوص هذا الموضوع.
في التحقيق لا يكفي فقط تبيان الوقائع بل يفترض أن يتمّ كشف هويات المتورطين في العملية وجلبهم أمام القضاء ومحاسبتهم ولن يرضى الإيرلنديون بأقلّ من ذلك حتى ولو رضيت الأمم المتحدة، ولكن يبدو أنّ القبض على المتورطين الفعليين قد يكون مستحيلاً، والخشية الأكبر أن يتم تسليم هؤلاء للأجهزة الأمنية فيدخلون من الباب ليخرجوا من الشباك فتصبح هذه القضية في غياهب النسيان.
عند كلّ مشكلة أو حدث يمكن أن يزيد من عدم الاستقرار في البلد تُفتقد الدولة وكل مؤسساتها الأمنية والقضائية، ويوضع التعاطي مع هذه المشكلة وهذا الحدث في خانة العجز وخانة الخوف وخانة “شو بدنا بهالشغلة” فكلّ هذا الفشل والتردّد ناجمٌ عن عدم وجود سلطة تستطيع حماية البلاد والعباد ومن يتواجد على أرضنا، سلطة تدفن رأسها في الرمال فلا ترى ما يرتكب في غيابها، سلطة لا حول ولا قوة لها إلا تجاه من يلتزم القانون.
إنّ المسؤولية التي تترتب على الدولة كبيرة جداً تجاه شعبها وتجاه المجتمعين العربي والدولي، فأي ثقة يمكن أن تتوفر من الداخل والخارج والجميع يرى ويتأكد من العجز السياسي والأمني، وكيف أنّ الخفة في التصرف والتحرك هي التي تحكم المسؤولين، والمفارقة أنّ هؤلاء يستنجدون بالعالم أجمع من أجل المساعدة ولكنّهم في المقابل لا يقدّمون لهذا العالم دليلاً واحداً على وجودهم كسلطة يمكن أن تدير دولة وشعباً ولا تستطيع حتى حماية من أتى من مختلف أصقاع الأرض ليساهم في استقرار يُهدم برصاصة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us