المنقذ من الضلال


أخبار بارزة, خاص 12 أيار, 2023
رئاسة الجمهورية

على رئيس الجمهورية المقبل أن يختار في أي موقع يريد أن يكون علماً أنّ صفة رئيس للجمهورية تحتم عليه أن يكون في موقع بناء الدولة الحقيقة والقوية


كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:

لا يفترض أن يكون رئيس الجمهورية المقبل كأسلافه الذين سبقوه ضالعاً في لعبة ضرب الدولة وقوانينها ودستورها، بل يفترض أن يتقدم مسيرة إعادة البناء على كل الصعد والأهم أن يمسك مع حكومته بالقرار السياسي والأمني والاقتصادي الذي يصب في خانة استقرار وازدهار لبنان.

رئيس الجمهورية المقبل يجب أن يكون بعيداً كل البعد عن الإستزلام وأن لا يعتبر أنّ الموقع الذي يحتلّه هو جائزة ترضية حصل عليها نتيجة خدمات سياسية وولاء أعمى لجهات سياسية محلية وإقليمية، لأن التصرف بهذا الشكل يعني أنّ هذا الرئيس قد أصبح فاقداً لحرية النقاش والحركة والقرار لا عمل له سوى إطاعة الأوامر والإملاءات.

لا يريد اللبنانيون الذين ما زالوا يؤمنون بالدولة والقانون والدستور أن يبقى الوضع في لبنان على ما هو عليه اليوم، وفي مقابل هؤلاء هناك من يحملون الهوية اللبنانية ولا حرج ولا مشكلة لديهم إن استمرت الأوضاع المنهارة فهم أقاموا دولتهم وقانونهم ودستورهم واقتصادهم وجيشهم وأمنهم ويريدون إلى جانب ذلك إلحاق الكيان الرسمي بمشروعهم كي يأخذ طابع السيطرة لديهم طابعاً رسمياً وكي يضعوا ما تبقى من إمكانات في هذا الكيان الرسمي بتصرف كيانهم المتنامي.

هذا الواقع يجب أن يفهمه جيداً رئيس الجمهورية المقبل وعليه أن يختار في أي موقع يريد أن يكون علماً أنّ صفة رئيس للجمهورية تحتم عليه أن يكون في موقع بناء الدولة الحقيقة والقوية وأن يواجه اصحاب الكيان المتنامي الذين لم يظهروا رغم كل ما حصل أي إشارة إلى أنهم غيّروا من طريقة التعاطي مع لبنان واللبنانيين ومعاملتهم كأنهم رهائن لا خيار لديهم سوى الاستسلام أو الرحيل، رهائن يستخدم معهم خيار الترغيب والترهيب ولن يسلم الرئيس المقبل من هذا الخيار إلّا إذا قرر فعلاً أن يكون “المنقذ من الضلال”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar