“التعطيل” عنوان المرحلة.. والمعارضة تسعى وراء الأصوات المشتتة!


أخبار بارزة, خاص 15 حزيران, 2023
التعطيل

المشهد اليوم متناقض، فالمعارضة ترى أنّها حققت انتصاراً بتأمين 59 صوتاً لأزعور، يقابله انتصار آخر تصرّح به قوى الممانعة، التي تكرّر في كل تصريح لها أنّها نجحت في مواجهة التقاطع!


كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:

لم تخالف جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي حملت الرقم ١٢ التوقعات بشأن نتائجها، فمسألة عدم انتخاب رئيس في 14 حزيران كانت محسومة، وهذا ما أدركه معظم اللبنانيين في الأيام التي سبقت عقد الجلسة، فنيّة التعطيل كانت واضحة، والسلوك الذي انتهتجته قوى الممانعة في الجلسة تحت عنوان “غياب التوافق”، كان منتظراً.
إلى ذلك، فإنّ ما أظهرته الجلسة من تباين حادّ بين مختلف الكتل النيابية ومحاولة البعض فرض حسابات معينة على الواقع السياسي، يشير إلى أنّ المقاربة الرئاسية ستشهد في المرحلة المقبلة مزيداً من التصعيد.
الجلسة انتهت أمس قرابة الساعة الواحدة، غير أنّ مفاعيلها لم تنتهِ، سيّما وأنّ الأصوات التي حصدها المرشّح جهاد أزعور، والذي تدعمه المعارضة، كادت تحقّق الرقم 65، وهو النصاب “المعنوي” الذي كانت ستتمسك به هذه الكتل لإحراج الخصوم ولمحاولة دفعهم إلى الالتزام بتأمين نصاب الدورة الثانية، تحت مبدأ “لدينا الأصوات التي تأتي برئيس للجمهورية”.
في سياق كلّ ما سبق، يرى بعض المتابعين أنّ السيناريو بعد الجلسة يختلف عمّا قبلها، إذ سيعمد الجميع إلى قراءة الأرقام استعداداً للأيام المقبلة.

وفق مصادر سياسية مطّلعة فإنّ المعركة ستستمر على الوقع نفسه، موضحة لـ”هنا لبنان”، أنّ “مسألة عدّ الأصوات والبناء عليها لتغيير المعطى السياسي، ستتكرر في كلّ مرة يدعو فيها رئيس مجلس النواب نبيه برّي لعقد جلسة انتخاب الرئيس، ما يعني أنّ الأمور ستبقى على حالها”.

وترى المصادر، أنّ الأمور ستتغيّر في حال بدّل بعض النواب توجهاتهم، وهذا أمر لا يمكن البتّ فيه، علماً أنّ بعض النواب كانوا قد حسموا قرارهم الانتخابي في اللحظات الأخيرة قبل عقد الجلسة.

وتؤكد المصادر، أنّ قوى الممانعة التي حشدت الأصوات لرئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية، لم تستسغ الدعم الذي حظي به أزعور في الجلسة، وهذا ما انعكس في التصريحات التي تلت رفعها.
وتتوقّع المصادر أن تزداد حدّة الانقسامات، فقوى الممانعة ستعمل على تعطيل النصاب في كلّ جلسة لا تأتي بمرشحها، في المقابل ستعمل الكتل المعارضة بتقاطعها مع التيار الوطني الحر وبعض نواب التغيير، إلى تأكيد الالتزام بدعم ترشيح أزعور، والعمل على حشد المزيد من الأصوات له لمواجهة التعطيل.

إلى ذلك، لا تتفاءل المصادر بأيّ تغيير في سياق الجلسات، إلّا في حال صدقت التسريبات الإعلامية التي تتحدث عن عقوبات خارجية قد تفرض على معرقلي إتمام الاستحقاق الرئاسي، وتتوقف المصادر أيضاً، عند الزيارة المرتقبة للموفد الرئاسي الفرنسي الوزير السابق جان إيف لودريان إلى بيروت وما إذا كانت ستحمل معها أيّ طرح جدّي.

من جهته، يؤكد نائب كتلة تجدّد أديب عبد المسيح لـ “هنا لبنان” أنّ “عنوان المرحلة هو الهيمنة والتعطيل من قبل فريق الممانعة”، معتبراً أنّ “المفاجأة في جلسة الانتخاب كانت في مشاركة النائب طوني فرنجية في هذا التعطيل على الرغم من أنّ والده هو أحد المرشحين لرئاسة الجمهورية”.

ويرى عبد المسيح أنّ “منطق التعطيل كان متعمداً، وهناك من يريد القول أنا أو لا أحد”، مؤكداً: “لو اتخذ القرار بترك جلسات الانتخاب مفتوحة، ولولا تراجع نواب الممانعة عن التعطيل، لكان أزعور اليوم رئيساً، فالفارق كان فقط 6 أصوات، وكان يمكن إجراء حوار مع بعض النواب الذين يملكون أصواتاً مشتتة بهذا الشأن”.

ويوضح عبد المسيح أنّ هدف المعارضة في المرحلة المقبلة، هو رصّ الصفوف وجمع أكبر عدد من الأصوات لأزعور .

وفيما لا يستبعد استمرار فريق المعطّلين على نهجه، يشدّد على أنّ “التركيز اليوم على تأمين الأصوات اللازمة، ولا حلّ إلا بالاتفاق”.

إذاً، المشهد اليوم متناقض، فالمعارضة ترى أنّها حققت انتصاراً بتأمين 59 صوتاً لأزعور، يقابله انتصار آخر تصرّح به قوى الممانعة، التي تكرّر في كل تصريح لها أنّها نجحت في مواجهة التقاطع!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us