لا حوار قبل انتخاب الرئيس


طاولة

رحلة الاقتراح عانت من صعوبات جمّة. في الداخل تريد فرنسا تبليع قوى المعارضة سمّاً من النوع القاتل. تريد منهم أن يجلسوا على طاولة واحدة مع الرئيس نبيه بري والحاج محمد رعد، وهما يبتسمان مزهوين


كتب أسعد بشارة لـ”هنا لبنان”:

عندما يربط رئيس مجلس النواب المقفل بقرار من رئاسته أمام انتخاب رئيس الجمهورية، بين الإنقاذ وبين التجاوب مع المبادرة الفرنسية، مقرناً ذلك بالتمسّك بترشيح سليمان فرنجية حتى النهاية، فذلك يكون مجرّد تحميل مسبق للمسؤولية الفشل في المبادرة الفرنسية التي أسمتها إدارة الرئيس إيمانويل ماكرون “اجتماع عمل”.
وبالفعل يتّجه اجتماع العمل برعاية فرنسية لأن يكون سراباً جديداً، على وقع تمسّك الممانعة بالمرشح الوحيد، وعلى وقع تمسّك المعارضة برفض الجلوس على طاولة واحدة حزب الله وحلفائه قبل انتخاب رئيس الجمهورية، ولأنّ هذا الرئيس لن ينتخب قبل أيلول، فلقد بات من المرجّح أن لا يكون لاجتماع العمل أيّ أثر واقعي.
سلك الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، سلوك الحنكة في محاولة إقناع الأطراف بعقد طاولة الحوار المسماة اجتماع العمل. مع فريق الممانعة، لم تكن هناك حاجة فرنسية للإقناع. الاقتراح أتى من دوائر الثنائي، وذهب الى الإيليزيه، وعاد الى الدوحة فتم رفضه، ثم انتقل خلسة إلى بيروت على شكل اجتماع عمل.
رحلة الاقتراح عانت من صعوبات جمّة. في الداخل تريد فرنسا تبليع قوى المعارضة سمّاً من النوع القاتل. تريد منهم أن يجلسوا على طاولة واحدة مع الرئيس نبيه بري والحاج محمد رعد، وهما يبتسمان مزهوين، بأنّهما قد جرّا الجميع إلى حوار الهدف منه انتخاب سليمان فرنجية، ليخرج حزب الله من هذه الطاولة، وقد أفرغ البرلمان والمؤسسات الدستورية جميعاً من معناها، مكرساً طاولة عليها مسدس، كولادة لقرار لبنان ولرئيسه وحكومته.
رحلة الاقتراح، استلزمت من أصحاب الاقتراح، بعض اللف والدوران، عبر الإدّعاء بأنّه مغطّى من مجموعة الدول الخمس، وتبين هذا أنّه غير دقيق. كما استلزمت محاولة استفراد المعارضة بطلب أجوبة فورية، لكنّ الجميع استمهل، والجواب سيكون جماعياً، ومفصلاً ويحوي كل المواصفات المطلوبة للرئيس المقبل، والأجوبة المطلوبة من أجل عقد اجتماع العمل، وخريطة الطريق المطلوب تحقيقها، تجاوزاً للتذاكي المتعدد الأطراف، الذي يتوهم أنّه بالإمكان جرّ الجميع إلى طاولة حوار فارغة تهيم فوقها صورة سليمان فرنجية رئيساً، ويخرج منها حزب الله رافعاً إشارة النصر بعد تطويع القوى الرافضة لانتخاب فرنجية.
على من يهمه الأمر أن يدرك أنّ بيان الدوحة هو خريطة الطريق الأصلية لانتخاب رئيس الجمهورية، وأنّ المبادرات التايوانية مصيرها الزوال، وأنّ لا لقاء مع حزب الله قبل انتخاب رئيس بل بعد الانتخاب، وأنّ لا خضوع لمنطق الاستنزاف في لعبة الوقت.

يكفي بالنسبة للمعارضة ما أنتجته تجربة ميشال عون من خسائر.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us