الحركة الدبلوماسية تعجّل الاستحقاق.. مواقف عبد اللهيان تمهّد للتهدئة ومتناغمة مع الموقف السعودي


أخبار بارزة, خاص 11 أيلول, 2023
الحركة

ارتدت زيارة عبد اللهيان طابع التهدئة وحملت رسائل إلى أكثر من جهة، من السعودية للتاكيد على عودة العلاقات، للصين للتأكيد على الالتزام باتفاق بكين


كتب فيليب أبي عقل لـ “هنا لبنان”:

خلال زيارته إلى لبنان، التقى المستشار الرئاسي الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين الرئيس نبيه بري والسفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا في عين التينة، فماذا جرى في خلوة العشرين دقيقة بينهم؟
تنقل مصادر المعلومات أنّ واشنطن حثّت بري على الدعوة لجلسات متتالية لانتخاب رئيس، لوضع لبنان على سكة التعافي، مع بدء التنقيب عن الغاز، لينتقل العمل بعد ذلك إلى إقفال ملف الحدود البرية جنوباً وبتّ النقاط المتنازع عليها. ولأنّ الرسالة الأميركية كانت واضحة خلافاً لما روّجه البعض عن استياء أميركي من مسايرة بري لحزب الله في تعطيل انتخاب الرئيس وفرض عقوبات عليه، سارع بري إلى مهاجمة “فرقة الوشاة” وقال لهم أنتم لا تعرفون نبيه بري، “إنتو غلطانيين خيطو بغير هالمسلة”.
تزامنت الرسالة الأميركية مع إشارات إيجابية تؤكّد أنّ الأمور تسيرباتجاه الحل، وأبرز المحطات مبادرة بري للإعلان عن جلسة مفتوحة ودورات متتالية لانتخاب رئيس يسبقها حوار لمدة اسبوع، فيكون بذلك ساير محوري المقاومة والمعارضة. يؤكد بري أنّ الاستحقاق لا يتم بفرض مرشح أو بوضع فيتوعلى مرشح، وطالب برئيس توافقي جامع. ومع موقف بري كان موقف لافت للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حمل فيه على إيران واتّهمها بزعزعة الاستقرار في المنطقة وقال “إنّ أحد العناصرالساسية للحل السياسي سيمرعبر توضيح موضوع التدخل الايراني في لبنان بالتأكيد”. وقد اغتنم وزيرخارجية ايران حسين اميرعبد اللهيان وجوده في لبنان فرد على ماكرون بالقول “انصح السيد ماكرون بالتركيزعلى الوضع داخل فرنسا بدلاً من التدخل بمسائل في دول أخرى”. وأكّد “أنّ السعودية وإيران لا تتدخلان في شؤون لبنان، وعودة العلاقات بينهما إلى طبيعتها مؤشر ايجابي يساعد على حل الازمة”.
لقد ارتدت زيارة عبد اللهيان طابع التهدئة وحملت رسائل إلى أكثرمن جهة، من السعودية للتاكيد على عودة العلاقات، للصين للتأكيد على الالتزام باتفاق بكين، ولخماسية باريس للتأكيد أنّ إيران ليست من يزعزع الاستقرار ويعرقل انتخاب الرئيس.كما وجه عبد اللهيان رسالة الى الداخل اللبناني عن استعداد ايران للمساعدة في مجال الطاقة، ودعوة القوى السياسية لانتخاب رئيس من دون تدخل خارجي. وبعيدا عن الاعلام نقل عبد اللهيان رسالة الى حزب الله مفادها ان ايران تريد “صفر مشاكل” مع السعودية وتريد حل ازمة اليمن وعلى الحزب التخلي عن هذا الملف وان يبدأ مفاوضات مع السعودية للوصل الى اتفاق. كما ان الاجتماعات التي عقدها مع القادة الفلسطينيين وقوى سياسية لبنانية عكست الطابع التهدوي للزيارة، ولكن مع تأكيد عبد اللهيان ان لبنان لا يزال في محورالمقاومة ، وايران تدعم لبنان “شعبا وجيشا ومقاومة”.يأتي هذا الموقف بعدما لمس اللهيان اثناء زيارته سوريا محاولة أميركية لتفلت سوريا من يد إيران، انطلاقا من سقوط تحالف الأقليات لصالح تحالف الأكثريات في المنطقة الّذي يجسّده التطبيع العربي السني مع إسرائيل عبر اتفاق أبراهام.

أمام هذه المعطيات تؤكد مصادرمطلعة أنّ إيران تتمسك بورقة لبنان لأنّها ثابتة وأساسية في محورها، ولأنّها يؤمّن لها الحضور في المتوسط. لذلك ركزعبد اللهيان في مواقفه على “دعم المقاومة والشعب اللبناني وعرض المساعدة واستعجال انتخاب رئيس لتنفيذ خطة النهوض الاقتصادي”. لقد ارتدت زيارة عبد اللهيان أكثر من إشارة الى اكثرمن جهة الا ان الطابع العام كان باتجاه الاستقرار والهدوء في ظل ما يجري في المنطقة، مع الحضور العسكري الاميركي واقدام القوات الاميركية على قطع خطوط التواصل والإمداد بين ايران ولبنان في معبرالتنف السوري على الحدود العراقية السورية، الأمر الذي عزز قيام خط جوي بين طهران وبيروت تنقل عبره ايران ما يتطلبه الحزب من معدات واسلحة مباشرة تحت “رقابة الاعين الامنية لفائض القوة”وفق اوساط اعلامية عربية
امام هذه الاشارات الايجابية تنتظر القوى السياسية وصول المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان للاطلاع منه على جديد مبادرته في ضوء الاجوبة على الاستمارات وشرح الاطراف لها،رغم ان الاجوبة على اسئلة المواصفات والاولويات للرئيس وفق الاستمارة واردة بالتفصيل في بيان الدوحة لخماسية باريس.
إنّ سيناريو لودريان ليس ببعيد عن اقتراح بري الذي لم يتطرق في مبادرته الى مهمة لودريان، في اشارة عتب واستياء من موقف ماكرون بتحميل ايران زعزعة الاستقراروتعطيل انتخاب الرئيس. يعقد لودريان لقاءات ثنائية للاطلاع على الاجوبة وتوضيحات القوى السياسية ومن ثم يدعو لجلسة عمل عامة للقوى السياسية تنتهي بجلسات متتالية لانتخاب رئيس،الا ان المعارضة والقوى السيادية ابلغته كما ابلغت بري رفض الحواروتساءلت ىعلى من سيترأسه بغياب الرئيس، وأكدت على حضور جلسة مفتوحة لانتخاب رئيس.فطالما هنالك انتخاب فما الفائدة من حواريقول نائب معارض.
ان مراهنة الرئيس بري على المفاوضات حتى الان بين التيار وحزب الله لفتح “كوة”ايجابية في الاستحقاق ليست في محلها،كما تقول اوساط في 8 آذار. فليس هنالك من تقدم حتى الان، رغم الرغبة المشتركة في الوصول الى اتفاق،فاوراق العمل التي قدمها باسيل لا يمكن للحزب بتها سريعا وعليه مناقشتها وبحثها مع الحلفاء، وهذا يعني ان لا اتفاق قريبا. كما تخشى مصادر مطلعة ان يداهم الاستحقاق الجميع بفرض رئيس في غفلة من الزمن.لذلك قد تشهد الساحة اللبنانية زيارات لمسؤولين عرب واجانب لتعجيل الحل ومعالجة وتذليل العقبات التي تحول دون انتخاب رئيس.يقول وزير سابق ان صورة الرئيس لم تتبلوربعد، ويتوقع حصول معطى جديد قد يبدل المشهد ويدفع الاستحقاق باتجاه مسارجديد عبرمرشحين يتقدمون المشهد في وقت تتراجع اسهم البعص امام الاصرارعلى رئيس توافقي وليس تحدي.
ان ما يجري في سوريا ليس بالامرالعادي،تقول اوساط دبلوماسية، بل ستكون له تداعيات ومضاعفات على الداخل اللبناني،في ملفي الحدود السائبة وحجم النازحين السوريين في لبنان.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us