ملاحظات على هامش مهمة قطر


أخبار بارزة, خاص 4 تشرين الأول, 2023
قطر

سوف تتوضح صورة المهمة القطرية، وسيكون الحزب أول المنتظرين لبدء الكلام الجدي، مع عودة الموفد القطري في جولته المقبلة والتي يتوقع أن تلي جملة اتصالات مع إيران.


كتب أسعد بشارة لـ “هنا لبنان”:

تستمر المبادرة القطرية بمحاولة الوصول إلى الخيار الثالث، وهذه المحاولة المستمرة، تحصل على إيقاع عدم الوضوح في الصورة الإقليمية، ما يؤخر تبيان الأبيض من الأسود في المبادرة القطرية، التي حلت عملياً مكان المبادرة الفرنسية المنتهية.
سلسلة ملاحظات يمكن تسجيلها على هامش حركة الموفد القطري في بيروت:
الأولى تتمثل بطرح الموفد القطري لمجموعة أسماء لا يوجد بينها سليمان فرنجية أو جهاد أزعور، وهو ما يعني أن قطر وباسم مجموعة الخمس، بدأت بترجمة التوجه الذي وضع في بيان الدوحة إلى أفعال. أولها استبعاد فرنجية وأزعور، والتحضير للمرشح الأول الذي لا ينتمي إلى الطبقة السياسية، أما الأسماء الأخرى التي وضعها الموفد القطري في اللائحة، فهي من باب التمويه، لعدم القول بأن مرشحاً واحداً يحظى بالغطاء العربي والدولي.
الثانية تتمثل في موقف ثنائي أمل وحزب الله، الذي لا يزال إلى الآن، متمسكاً بسليمان فرنجية، ولكن هذا التمسك ليس نهائياً، فالثنائي يعتبر أن الموفد القطري لم يحمل معه أي ثمن سياسي، مقابل التخلي عن فرنجية، والأثمان هنا يمكن أن تتعدد، وأن تتراوح من الأثمان الداخلية، إلى الأثمان الخارجية، وهي الأهم لحزب الله. يرصد الثنائي حركة الموفد القطري، بانتظار التوقيت المناسب، ويترك ورقة سحب فرنجية لهذا التوقيت، الذي لم يأت بعد، والذي سيأتي إن فتحت قطر أبواب التسويات غير المعلنة، مع الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية، وهذا بالضبط ما يريده حزب الله.
الثالثة تتمثل ببعض تكتيكات الأطراف في الداخل، التي تريد أن تعرقل انتخاب الرئيس لأسباب شخصية ومصلحية. في طليعة هؤلاء جبران باسيل، الذي يشن هجوماً مستمراً على قائد الجيش العماد جوزيف عون، خشية أن يصل عون إلى بعبدا، وأن يبدأ الإصلاح بممره الإجباري وزارة الطاقة بالإضافة إلى باقي أوكار الفساد في الوزارات والإدارات والمجلس. نقل باسيل البندقية من سليمان فرنجية،حين شعر أن حظوظ فرنجية باتت ضعيفة، وصوّبها على جوزيف عون، وهو يسعى إلى استنزاف الوقت للوصول إلى انتهاء ولاية قائد الجيش، أملاً بإخراجه من السباق الرئاسي، لكن الواضح أن المسعى الدولي والعربي يسابق هذا السيناريو، لأنه لن يتم السماح باستبعاد الإسم الذي يراهن عليه المجتمع الدولي، وهو رهان على مهمة رئاسية إنقاذية، لا يستطيع رئيس بقماشة عادية أن يقوم بها.
تتحرك قطر باسم مجموعة الخمس، وفي الأيام المقبلة سوف تتوضح صورة المهمة القطرية، وسيكون حزب الله أول المنتظرين لبدء الكلام الجدي، مع عودة الموفد القطري في جولته المقبلة والتي يتوقع أن تلي جملة اتصالات مع إيران.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us