عملاء إسرائيل ينشطون.. والحزب يتحرّك بسرّية!

منذ دخول لبنان، المحدود حتى الآن، في متاهة الحرب الأخيرة، بدأت الأجهزة الأمنيّة كلّها تولي اهتماماً لملفّ العمالة لإسرائيل وتدقّق وتبحث عن خيوط توصلها لعملاء

كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:

الحرب التي تجري في غزة، وتبلغ تداعياتها الجنوب اللبناني الذي تحوّلت مساحة منه إلى ساحة للقصف منها وعليها، هي التي نعرف عنها ونتابعها عبر وسائل الإعلام. ولكن، هناك حرب أخرى تُخاض، وقلّة من تعرف عنها.

كان ملفّ العمالة لإسرائيل محطّ متابعة من الأجهزة الأمنيّة على مدار سنوات. وقد كُشف النقاب في السابق عن القبض على عملاء، بينما ظلّت عمليّات أخرى طيّ الكتمان، إمّا للوصول إلى المشغّلين أو إلى عملاء آخرين، وإمّا لأنّ بعض القضايا لم تكن جديّة بما فيه الكفاية وهي اقتصرت على تواصل محدود بين إسرائيليّين ولبنانيّين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ولا نكشف سرّاً إن قلنا إنّ التنسيق قائم بين الأجهزة الأمنيّة وحزب الله حول بعض المشتبه بهم، حتى أنّ الحزب كان وراء كشف بعض العملاء ثمّ تسليمهم إلى القضاء اللبناني.
ولكن، منذ دخول لبنان، المحدود حتى الآن، في متاهة الحرب الأخيرة، بدأت الأجهزة الأمنيّة كلّها تولي اهتماماً لملفّ العمالة لإسرائيل وتدقّق وتبحث عن خيوط توصلها لعملاء، خصوصاً أنّ المنطق يحتّم، برأي هذه الأجهزة، وجود عملاء ينشطون في هذه المرحلة التي قد تسبق اندلاع الحرب ومشاركة لبنان فيها، عبر حزب الله.
وعلم “هنا لبنان” أنّ هذا الملف كان موضوع اجتماعات أمنيّة رسميّة، من دون الوصول إلى الصيد الثمين الذي تبحث عنه الأجهزة، أو، إن شئنا الدقّة، تتسابق عليه.
إلّا أنّ الاستطلاع الأكثر دقّة يحصل على مستوى حزب الله، في ظلّ معلومات تحدّثت عن متابعة أجهزة الحزب لما يحصل في بعض القرى والبلدات التي استهدفها الجيش الإسرائيلي بالقصف، حيث تحوم شكوك حول وجود عملاء يزوّدون الإسرائيليّين بالمعلومات. كما يُخشى، وفق المعلومات نفسها، أن يكون الإسرائيليّون حقّقوا خرقاً مخابراتيّاً بين النازحين السوريّين، ونجحوا في تجنيد عملاء منهم.
وعند محاولتنا التدقيق في هذه المعلومات من خلال مسؤول أمني رسمي، اكتفى بالقول إنّ رصد وجود عملاء لإسرائيل يشكّل أولويّة في هذه المرحلة. إلّا أنّه أضاف: للأسف، لم نصل إلى نتيجة حتى الآن.
وماذا عن حزب الله؟ نسأل. فيجيب: لا نملك معلومات في هذا الصدد، ومن المؤكّد أنّ الحزب يتحرّك بسريّة في هذه المرحلة ولا يبوح بمثل هذه المعلومات لأحد.

مواضيع مماثلة للكاتب:

الحرب والرئاسة… الحزب وباسيل

لبنان أمام أيّامٍ حاسمة: انتظروا العودة!

رئيسٌ في آذار؟ هذا اسمه…