عناصر غير منضبطة


أخبار بارزة, خاص 3 تشرين الثانى, 2023
عناصر

التضامن مع غزة واستنكار المجازر الإسرائيلية لا يكون من خلال تعريض شعب ثانٍ لما يتعرض له الفلسطينيون، ولذلك على الحزب والجيش كبح جماح تلك العناصر غير المنضبطة وإعادتها إلى مسار قواعد الإشتباك


كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:

يتحدث كثيرون في البيئة الشيعية أنّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لا يريد أخذ البلاد إلى حال الحرب الشاملة مع إسرائيل، ولكنه سيرفع السقف الخطابي إلى درجة قد يصل فيها للإعلان أنّ عملية تحرير فلسطين وكل الأراضي المحتلة قد بدأت من دون أن يحدّد لها سقفاً زمنياً، مع التأكيد أنّ إسرائيل أصبحت ضعيفة لدرجة أنها استنجدت بحاملات الطائرات والمدمرات الأميركية من أجل إنقاذها من الزوال.

هذا هو السقف الأعلى الذي يمكن أن يذهب إليه السيد نصرالله ويمكن استنتاجه من خلال قراءة للواقع الذي يحدث في المنطقة، فكل المستجدات التي كان يمكن أن تدفع حزب الله للدخول في حرب شاملة مع إسرائيل قد حدثت بدءًا بحصار قطاع غزة وقصفه واجتياحه وارتكاب المجازر وقصف قرى وبلدات لبنانية وسقوط شهداء وجرحى فيها إضافة إلى شهداء الحزب “على طريق القدس”.

هذا السقف يدلّ على أنّ قرار الانخراط في حرب شاملة تطال لبنان وكل ساحات الممانعة وفي مقدمها الساحة الإيرانية ليس قراراً ناضجاً ومتّخذاً بعد، لا بل إنّ الرسائل المتبادلة من تحت الطاولة بين إيران وإسرائيل توحي بأنّ الجهد الأساسي لا يتركز على توسيع ساحة القتال، بل على حصرها محاولة إيجاد ترتيب سياسي ينهي نزف الدماء في غزة.

وفي هذا السياق قالت معلومات إنّ رسائل من جانب إسرائيل من جهة، ومن جانب حزب الله من جهة ثانية أكدت على عدم رغبة الجانبين في توسيع رقعة الحرب الدائرة عند الحدود الجنوبية، ولكن المشكلة تبقى في ما يمكن تسميته بعناصر غير منضبطة تعمل من جنوب لبنان وتطلق الصواريخ في شكل يخالف قواعد الإشتباك الحالية التي وضعها الحزب والتي تقتصر الهجمات فيها على المواقع والتحركات العسكرية الإسرائيلية ولا تطال التجمعات السكنية في المستوطنات.

إنّ ما تقوم به تلك العناصر غير المنضبطة قد يستجلب على اللبنانيين والجنوبيين خاصة، ردوداً إسرائيلية غير محسوبة تأخذ الأوضاع العسكرية إلى مكان أسوأ على خلفية أنّ حزب الله سيكون مضطراً للرد بالمثل على الإسرائيليين ما قد يقود إلى تدهور كبير حتى ولو كان الطرفان المتنازعان لا يريدانه.

في هذا المجال تقع المسؤولية على حزب الله بالدرجة الأولى وعلى الجيش اللبناني بالدرجة الثانية، فالتضامن مع غزة واستنكار المجازر الإسرائيلية لا يكون من خلال تعريض شعب ثانٍ لما يتعرض له الفلسطينيون، وبالتالي يفترض بالحزب وبالجيش أن يأخذا على عاتقهما كبح جماح تلك العناصر غير المنضبطة وإعادتها إلى مسار قواعد الإشتباك إن كان مستحيلاً منعها من القتال.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us