إنّه عهد “الأعور الدجال”..


أخبار بارزة, خاص, مباشر 18 أيلول, 2021

كتبت نسرين مرعب لـ”هنا لبنان”:

“الأعور الدجال”، واحدة من القصص التي اعتادت على تناقلها الأجيال، وهذه الشخصية وفق الرواية الشعبية تخرج على الناس وهم في حالة من الفوضى، فترشدهم إلى الضلال، وتدعّي أنّها المخلّص وأنّ الحق بيدها، حتى يسير في ركبها من كان ضعيف الهوى.
الرواية الدينية لا تختلف كثيراً عن الشعبية، فتقول إنّ صاحب هذه الشخصية يخدع الناس مدعّياً النبوة، مع العلم أنّ القرآن لم يأتِ بشكل صريح على ذكرها.
دينياً أيضاً يرتبط ظهور المسيح الدجال بعلامات الساعة الكبرى، أو ما يمكن أن نعرّفه بنهاية العالم!

ولكن لماذا استذكار الأعور الدجال؟!
في متابعة ليوميات السياسة اللبنانية، نجد أنّ الأعور الدجال هو الحاضر الأكبر. بدءاً من رئاسة الجمهورية، فرئيس الجمهورية ميشال عون، كان قد وعد اللبنانيين بلبنان أفضل، وبالكثير من الإصلاحات، حتى حسبوا أنّه المنقذ الذي سيخرجهم من زنزانة الفساد إلى فضاء المحاسبة والازدهار!
غير أنّ هذا لم يكن، فبعد سنوات على عهد ميشال عون، استفاق الشعب ليجد نفسه غارقاً في مستنقع الدجل العوني، يحاصره الانهيار، فيما انحدر سقف الطموح إلى لقمة رغيف لم تعد مؤمنة وغالون بنزين يباع في السوق السوداء!

و”الدجل” العوني، كان جلياً أكثر في المبادئ، فانقلب عون على كل ما نادى به في منفاه، عائداً إلى حضن الوصاية السورية التي هاجمها مراراً من منبره الفرنسي، وغارقاً في عشق “حزب الله”، وهذا ليس اتهاماً أو افتراء، فأرشيف الرئيس الإعلامي يزخم بالمواقف التي كان يعتبر بها أنّ سلاح الحزب بمثابة الانقلاب على الدولة والشرعية!

البيع والشراء في المبادئ، تضخّم يوم وصل عون إلى بعبدا. فقَمَع الحريات التي طالما نادى بها، وخرق الدستور الذي أقسم على حمايته، واستحدث “أعرافاً”، من خيالات جريصاتية.

غير أنّ شخصية “الأعور الدجال”، لا تقتصر فقط على رئيس الجمهورية، فهذه الشخصية تليق أيضاً بالنائب جبران باسيل والذي وعد الشعب على مدى 16 عاماً بكهرباء 24/24، فصدق بوصول لبنان إلى العتمة 24/24.
وليس هذا فقط، فباسيل عندما يخرج عبر شاشات التلفزة، يناقض نفسه. فيقول ما لا يفعل، ويدعّي العفة، ويتنزّه عمّا يرتكب، فتحسب أنّ الذي أمامك شاباً مندفعاً يبحث عن فرصة ما في دهاليز السياسة كي يصنع التغيير..
هذا ويجيد باسيل أيضاً لعبة الخداع، ويملك مفاتيح التعبئة، فلبنان ما زال مسرحاً للغة العنصرية والطائفية.. وبخطاب واحد، يحيي “حقوق المسيحيين”، التي تؤكل من شركاء الوطن، على حد ما يعتبر هو!

وبالعودة إلى صفات الأعور الدجال، فهي تنطبق بشكل كبير على سيد حارة حريك، الذي يهاب الظهور جسدياً فيعتمد الشاشة، ومن وراء هذه الشاشة يخوض رحلة البحث العبثية عن طريق القدس، حتى تحوّل هذا الطريق إلى نكتة سمجة بعدما مرّ فوق دماء السوريين، وفي شؤون البحرينيين، وعلى أمن اليمنيين..
وبعدما تحوّل إلى طريق لتصدير الكبتاغون لدول الخليج!
ويحاضرنا “السيد” أيضاً بمكافحة الفساد، وهو الحليف الأوّل لكل رموز الفساد، وحامي التهريب.
ويحدثنا، عن الأخلاق، حتى رأينا مراراً وتكراراً كيف خرج شعبه معتدياً على المتظاهرين بالعصي والسلاح!

ببساطة، في لبنان أكثر من “أعور دجال”، وكل “أعور” على بيئته “صيّاح”. أما المواطن “التابع” فيصرخ بعد كل خطاب أو تجييش، “لبيك”، و”لعيون صهرك يا رئيس”.. ليعود مساءً إلى بيته باحثاً عن فتات خبز يأكله على ضوء شمعة لم تعد متاحة حتى!

يتبع…

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us