من سخرية الأيام


أخبار بارزة, خاص, مباشر 30 تشرين الأول, 2021

كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:

من سخرية الأيام، أن يتحوّل مقدّم برامجٍ سبعيني، لا يملك من مقومات رجل الشأن المحلي العام شيئاً إلى وزيرٍ للإعلام!
كما أن معرفة جورج قرداحي بالواقع السياسي العربي ضحلة، على الرغم من عمله لسنوات في محطة عربية رائدة، ولا تقتصر ضحالة معلومات القرداحي وتحليله على ما تم تداوله من مقابلة 4 آب. إنه مثال للسطحية والبراعة في الإنشاء والتنميق وعشق الأضواء. سلْه عن النساء عن العقارات عن برامج الـ Entertainment عن الأناقة عن الجمال والتجميل فسيجيب كخبير متمرس ذي باع في هذه المسائل.

من سخرية الأيام، أن يكون الوزير المغرور المُختار في زمن المحل، المحسوب قلباً وقالباً على محور الممانعة، سبباً مباشراً في انهيار العلاقات اللبنانية ـ الخليجية المتدحرج والسريع. وأن تكون مقارباته السطحية، تلك القشة التي قصمت ظهر البلد وظهر البعير أو نقطة الماء التي فاض بها الإناء.

من سخرية الأيام، إيهام اللبنانيين، أن استقالة هذا الـ “دون جوان” الثابت الخطوات، أو اعتذاره عن كلام صدر عنه، في قضية لا يفقه منها شيئاً، قد يساهمان في إعادة وصل ما انقطع مع المملكة العربية السُّعودية، وإصلاح الفجوة الهائلة مع دول الخليج العربي.

من سخرية الأيام، أن يُترك لهذا القرداحي، أن يقرر بنفسه ما تقتضيه المصلحة الوطنية وما يتواءم مع أخلاقياته وضميره، بدلاً من “قبعه” بالطرق الدستورية، أي بنزع الثقة عنه في مجلس النواب، أو بإقالته من منصبه بقرار من مجلس الوزراء، بأكثرية ثلثي أعضائه.

من كان ليتصوّر أن يتمخّض رئيس تيار المردة سليمان بك فرنجية ويسمي هذا الرجل المداهن وزيراً ممثلاً له في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، يُعذر فرنجية إن انخدع وانبهر بحضور صاحب النبرة الجميلة، المتمكن من أربع لغات وأربع لهجات عربية. ويُلام كثيراً إن تبيّن أن القرداحي وديعة ومطلب وتم توزيره برغبة ملحّة من إبن القرداحة البار.

من كان ليتوقّع، من هذا الوافد إلى السياسة، بغرور المتكبر، وبزيف التواضع والحب، أن يكون على هذا القدر من انعدام المسؤولية الوطنية، سواء حُمّل ما قاله قبل التوزير، أكثر مما يحتمل أو لم يحمّل. الرجل المسؤول يلبط الكرسي متى شعر أن تمسكه بها سبب إضافي في إفقار الفقراء وتهشيل كل قادر على السفر، وسبب في عزل لبنان عن محيطه العربي وفي “أيرنته” وتشويه وجهه وحاضره وماضيه.

المسؤولية تقتضي أن “يشنكل” الميقاتي القرداحي ويستقيلا، وأن تُجرى انتخابات رئاسية مبكرة، فور انتخاب مجلس نواب جديد. والمسؤولية تفترض وجود من يجرؤ أن يقول للأعور، أعور بعينه!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us