يومٌ بلا “أوجيرو”.. يا “4G” أدركنا!


أخبار بارزة, خاص, مباشر 6 تشرين الثانى, 2021

كتبت نسرين مرعب لـ”هنا لبنان”:

مع انهيار قطاع الاتّصالات والإنترنت في لبنان، بتُّ أترقّب أيّ يوم عملٍ منذ بدايته، ولسان حالي يقول: ماذا أفعل لو أصاب عطلٌ ما شبكة “أوجيرو”، وهو -على “تعتيره”- ما صرت ألجأ إليه لتيسير عملي الذي بمعظمه “أونلاين”!
هذا الهاجس لم يراودني يوماً قبل الأزمة، أنا التي وصلت إلى مرحلةٍ نسيت فيها حتّى أنّ لدينا خطّ إنترنت من “أوجيرو” في المنزل، فاعتمادي الكامل كان عالـ”4G” والذي استحقّ أن أكافئه في السّنوات الأخيرة، فمنحته في حينها لقب المساعد الأوّل، الذي يعينني على إتمام أيّ عملٍ بسرعةٍ وهدوء.
ولكنّ هذا المعين انقلب عليّ مؤخّراً، والشركات من جهتها -إن أجابت بعد اتصالاتٍ عدّة- تتحجّج، بالمازوت، والصّيانات والضّغط…

اليوم، أنا رهينة “أوجيرو”، بكلّ ما للكلمة من معنىً، وما كنت أخشى أن يحلّ بالشّبكة حصل منذ أسابيع، إذ أدّى عطلٌ ما لانقطاع الإنترنت لأكثر من 24 ساعة في شمال لبنان!

في الساعات الأولى وقبل بدء دوامي، علمت بالعطل، فما كان منّي إلا أن أطفأت “الراوتر” وشغّلتها عشرات المرات. وكأنّ جنيّاً غبياً في رأسي يقول لي أنّ الإنترنت سيعود بهذه الحركة الغريبة. ولكنّه لم يعد طبعاً!
لم يتوقّف “الجنيّ” هنا. ففصلت الكهرباء عن الراوتر، وأعدت ترتيب الخطوط المتصلة بها أيضاً، ولكن لا هذا ولا ذاك نفع!
وبعدما ضربت بيدي على الآلة، ورميتها على الأرض.. استسلمت لواقع الحال، وقررت أن أعطي القيادة لعقلي وأن أكتب تغريدةً أستنجد بها “أوجيرو” بإيجاد حلٍّ سريعٍ، فكانت الصّدمة أنّ الحلّ ليس بقريب!

هنا لم يبقَ لي أيّ خيار. وببساطةٍ بدأت عملية البحث عن إشارة الـ4G، الرحلة بدأت بغرفتي، فقلت ربّما أحظى بمعجزةٍ تمكّنني من العمل بهدوء. وبعد جولةٍ مطوّلةٍ كدتُ أتسلّق بها الجدران وصولاً إلى السّقف، أيقنت أنّ زمن المعجزات قد ولّى.
جرّبت سائر الغرف، وكنت عازمةً على مصادرة أيِّ غرفةٍ ألتقط فيها إشارة، ولكنّ مخطّطي الجهنّمي لم يتحقق، إذ لا إشارة في أيٍّ منها!
وبعد صولاتٍ وجولات، دامت لأكثر من ساعةٍ، وبحثٍ في الزوايا وخلف الأثاث وتحت الأسرّة وفوق الخزائن، وجدت المنشود. ولكن أين؟ في زاوية الشّرفة، وبشرط، أن يثبت الهاتف في نقطة معيّنة!
في حينها، شكرت الربّ على نعمة هذه الزاوية، وأمضيت بعدها كلّ دوام عملي على الشرفة، وأنا أتلصّص على شرفات الجيران بحثاً عمّن يعاني مثلي… وهم كثر!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us