كيلو الكشك يصل إلى الـ ٥٠٠ ألف ليرة وزيت الزيتون بالملايين.. المونة في لبنان للميسورين فقط!


أخبار بارزة, خاص 18 آب, 2022

كتبت نور الهدى بحلق لـ “هنا لبنان”:

يسعى اللبنانيون منذ القدم إلى تأمين، تخزين، وصنع بعض المواد الغذائية وهو ما يعرف “بالمونة” أي ما يتم تموينه من مواد غذائية في فصل الصيف واستهلاكها في فصل الشتاء وذلك بسبب عدة عوامل منها (مناخية، اقتصادية، أمنية)، وبالأحرى ربما لتوفر معظم المنتجات في فصل الصيف: كالثمار الناضجة لصنع المربيات بكافة أنواعها (الفاكهة مثل المشمش و التين والكرز والثمار كالبندورة). ويعتمد اللبنانيون بشكل عام والقرويون بشكل خاص على صناعة مواد غذائية أساسية تتوفر مكوناتها بكثرة في فصل الصيف وتحفظ كغذاء كامل لاستهلاكها في فصل الشتاء، فصل البرد القارس، ونذكر منها: (الكشك الذي يدخل في مكوناته الحليب والبرغل، والمكدوس الذي يصنع من الباذنجان والفلفل الحار والجوز).
ولكن اليوم ومع تدهور الوضع الاقتصادي وتفاقم الأزمة الاقتصادية يوماً بعد يوم بسبب غلاء الأسعار ومنها أسعار المواد الغذائية والمازوت واليد العاملة، هل ما زال باستطاعة اللبناني تأمين مونته ككلّ عام؟؟

الأسعار تفاوتت بشكل كبير ما بين العام الماضي وهذا العام وذلك بسبب أزمة الغلاء التي يعاني منها المزارع اللبناني بشكل خاص والتي تتضمن غلاء المازوت الذي يشكل اليوم مصدراً أساسياً لنجاح المحصول وذلك بسبب افتقار لبنان اليوم لساعات التغذية الكهربائية وبالأحرى انعدامها و هذا ما يؤثر سلباً على عملية الريّ والزراعة ونقل المزروعات وهذا ما يعتبر السبب الرئيسي لغلاء أسعار هذه المواد الأساسية، بالإضافة إلى عدم تبني الدولة اللبنانية مشروع دعم المزارع اللبناني منذ زمن طويل فهو يعتمد على مجهوده الشخصي لتأمين كل ما يلزمه لنجاح محصوله ورزقه في كل عام.

تختلف بعض الأسعار من منطقة إلى أخرى وذلك بحسب اليد العاملة التي تخطت في بعض المناطق ٤٠٠ ألف ليرة لبنانية لليوم الواحد. وتختلف الأسعار أيضاً بين مونة العام الماضي وأسعار المونة هذا العام.
وفي جولة على بعض محلات المونة على طريق عنايا مار شربل وجدنا الأسعار مقبولة نوعاً ما لأنها مونة العام الماضي على سبيل المثال: يببغ ثمن ليتر حامض الحصرم ١٠٠ ألف ليرة لبنانية بينما كان في العام الماضي بـ ٥٠ ألف ليرة، وكيلو الزعتر المخلوط يبلغ ثمنه ١٥٠ ألف ليرة مقارنة بـ ٦٠ ألف ليرة العام الماضي، مرطبان المكدوس ٨٠ ألف ليرة وكيلو كشك البقر بـ ٢٥٠ ألف ليرة بينما كان العام الماضي بـ ١٥٠ ألف ليرة.
وفي حديث مع أحد أصحاب المحال لـ “هنا لبنان” قال: “إن هذه الأسعار للبنانيين فقط أما للمغتربين والأجانب فالأسعار تزيد بطبيعة الحال ولكن بالليرة اللبنانية”. وأضاف أن الأسعار التي وردت هي أسعار قديمة وسيتمّ تعديلها حتماً، وسيتجاوز ليتر حامض الحصرم مثلاً الـ ١٢٠ ألفاً، كما سيصبح كيلو الزعتر بـ ٢٠٠ ألف ليرة، أما الكشك والمكدوس حدث ولا حرج، “ستصبح المونة للميسورين فقط.”
أما زيت الزيتون فلم تحدد أسعاره بعد، ولكن في الجنوب مثلاً سيكون ما بين ١٠٠$ للتنكة إلى ١٥٠$، أما في الكورة فستكون الأسعار ما بين ١٥٠$ و ٢٠٠$. كما أن سعر كيلو الزعتر البلدي في الجنوب تجاوز الـ ٣٥٠ ألف ليرة لبنانية.
أما العسل فسعره ما بين ٢٠$ و ٣٠$ في مناطق جرود جبيل.
وفي منطقة عرسال البقاعية بدأت العائلات تتحضر لموسم الشتاء والمونة ولكن الكميات محدودة جداً حيث أن كيلو كشك البقر بـ ٢٥٠ ألف ليرة والماعز بـ ٣٠٠ ألف ليرة. وتجاوز في بعض مناطق بعلبك ٤٥٠ ألف ليرة ليصل سعر الكيلو إلى ٥٠٠ ألف ليرة. بينما مرطبان المكدوس تتراوح أسعاره ما بين ٢٠٠ و ٣٠٠ ألف ليرة. أما مربيات المشمش والكرز والتين وغيرها فتتراوح أسعارها بين ٧٠ ألف و ٨٠ ألف ليرة.

وفي حديث لـ “هنا لبنان” مع أحد مزارعي بلدة عرسال البقاعية، تبين لنا أنّ أزمة المياه تشكّل العائق الأكبر أمام المزارعين، حيث تفتقر هذه البلدة لمياه الشفة ويبدو لنا جلياً انعدام وصول مياه الخدمة إلى المنازل، ما يدفع بسكان هذه البلدة إلى شراء المياه و ذلك عبر نقل هذه المياه من النبع إلى البيوت وذلك عبر صهريج تنقله مركبة تحتاج هي الأخيرة إلى المازوت حتماً لتتم عبرها عملية نقل المياه إلى كافة المنازل والأراضي الزراعية في البلدة كافّة، وبسبب غلاء مادة المازوت، فحتماً سوف نلاحظ تفاوتاً كبيراً بين سعر نقل المياه سابقاً وسعر النقل اليوم، فقد وصل سعر نقل المياه إلى ٢٥٠ ألف ليرة اللبنانية فيما لم يتخطّ الـ ٥٠ ألف ليرة في العام الماضي، وهذا طبعاً بدوره يؤثر على كمية الإنتاج الزراعي وتكلفته وسعره في الأسواق التجارية اللبنانية.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us