المواطن أمام أزمة التدفئة في الشتاء والبلد أمام أزمة بيئية جديدة


أخبار بارزة, خاص 9 تشرين الأول, 2022

كتبت نور الهدى بحلق لـ “هنا لبنان”:

شهد لبنان خلال العامين الأخيرين (٢٠٢٠ – ٢٠٢١) حركة نزوح ملحوظة من المدن إلى القرى إثر تفاقم جائحة كورونا، تبعتها الأزمة الاقتصادية الصعبة وما نتج عنها من غلاء الأسعار خاصة المواد الغذائية وإيجارات المنازل مما دفع باللبنانيين لترك بيوتهم في المدينة والعودة إلى قراهم هرباً من عواقب هذه الأزمة وما خلفته من أضرار وخيمة. ولكن المشاكل تتوالى على رأس اللبنانيين أينما ذهبوا، إنهم يواجهون عدة مشاكل بسبب انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع أسعار المحروقات عالمياً مما دفع باللبنانيين إلى إيجاد حلول أخرى للحصول على مصادر أخرى لتوليد الطاقة وللتدفئة خاصة سكان المناطق الجبلية الذين يقطنون في أماكن مرتفعة باردة بالطبع خلال فصل الشتاء بعدما وصل سعر صفيحة المازوت إلى ٢٤$ فاتجه اللبنانيون إلى قطع الأشجار بشكل عشوائي وغير منظم بعيداً عن رقابة الدولة وهذا ما يهدد الثروة الحرجية وبالأحرى سوف يسبب كارثة طبيعية وبيئية قد تؤثر بشكل كبير على البيئة وهذا لاستعمالها كحطب للتدفئة خلال فصل الشتاء للاستعاضة عن المازوت وارتفاع أسعاره.

وفي ظل غياب الدولة ساد الانفلات فصرنا نلاحظ أن أغلب العاطلين عن العمل وجدوا أن تجارة الحطب تجارة مربحة لأن معظم اللبنانيين يتجهون إليه للتوفير بعدما ارتفعت أسعار السلع كلها مقابل الدولار، وقد تجاوز سعر الحطب المئتي دولار للطن الواحد، وما يحتاجه بيت الجبل خلال فصل الشتاء أقله إلى أربعة أطنان، هذا حاله في حالات البرد العادية، وبهذا الوضع نعود من جديد ونلاحظ حركة نزوح هائلة من القرى إلى المدن في هذا العام تفادياً لتكاليف التدفئة الباهظة.

وقد تواصل “هنا لبنان” مع أحد الحطابين للإستفسار عن الأسعار حيث أعلمنا أن “الأسعار كانت تتراوح بين ١٥٠$ لطن حطب السنديان وذلك خلال شهر آب أي مع بداية الطلب على الحطب أما اليوم وصل سعر طن الحطب إلى ٢٠٠$ بسبب كثرة الطلب وممكن أن يزيد حسب طريقة التقطيع بالإضافة إلى تكلفة التوصيل”. وإن كان هناك رقابة من قبل وزارة الزراعة على كيفية التقطيع والطريقة وغيرها من الأمور علّق “نحن نعمل برخصة من وزارة الزراعة وهناك طريقة معينة لتقطيع الأشجار والمحافظة على البيئة هناك مراقبة من قبل مأمور الأحراج ونحن تحت سقف القانون كما أننا لا نشوه الييئة أو نمس بالأشجار المعمرة.”

أما من جهتها فأوضحت رئيسة جمعية إنسان للبيئة السيدة ماري تيريز سيف في حديثٍ لـ “هنا لبنان” أنّ قطع الأشجار يؤدي إلى كارثة طبيعية وأضافت أن عملية قطع الأشجار تؤدي إلى تقلص مساحة الغابات والتي تمدّ الكرة الأرضية بكمياتٍ كبيرةٍ من الأوكسيجين. وأوضحت أنّ جذور الأشجار تعمل على تثبيت التربة وعندما يتمّ قطع الأشجار الكبيرة يمكن أن يحدث ذلك انجرافًا في التربة. كما تخوّفت سيف من إمكانية مواجهة التصحر.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us