في عرسال منجم ذهب


أخبار بارزة, خاص 15 تشرين الأول, 2022

كتبت نور الهدى بحلق لـ “هنا لبنان”:

عرسال هي إحدى البلدات اللبنانية التابعة لقضاء بعلبك الهرمل في محافظة البقاع شمال شرق لبنان. ويطلق عليها هذا الاسم لموقعها الجغرافي المرتفع، حيث ترتفع عن سطح البحر 1400-2000 متر، ومعنى الكلمة في اللغة الآرامية هو عرش الله.
تعتبر عرسال أكبر بلدات منطقة بعلبك الهرمل، وتبلغ مساحتها حوالي ٣١٦ كيلومتر مربع وتقع البلدة على سلسلة جبال لبنان الشرقية، يغلب عليها مناخ التصحر ويسيطر الجفاف عليها، وتختصر ألوانها السائدة فقط بلونين، الترابي المائل إلى البياض والبني الذي يحمله الغلاف الخارجي للصخور وهذه الألوان هي الألوان المعروف بها الحجر العرسالي جلد النمر كما يسموه. وهذا ما يدفع بقاطنيها الذين يبلغ عددهم حوالي ٣٥ ألف شخص، إلى الاعتماد بشكل كبير في اقتصادهم على عدة مصادر ترتكز بشكل كبير على التجارة وأبرزها تجارة الحجارة في المقالع والكسارات لأن عرسال بلدة صخرية بامتياز ومنعزلة عن معظم البلدات المحيطة بها و تغتني بالبحص الأبيض الذي يخولها أن تحتل اسم المركز الأول بإنتاج الحجر في لبنان والبلدان المحيطة ومعظم اللبنانيين في كافة المناطق يتباهون بالأبنية والقصور التي اعتمدت في عمارتها على الحجر العرسالي لتميزه بثبات لونه لمدى الحياة، لونه لا يتغير مع الزمن ولا يتأثر بعوامل الطقس أبداً كالأمطار والرطوبة فهو لا يمتص المياه ولا تتخزن فيه كباقي أنواع الحجارة وهذه أهم ميزة للحجر العرسالي وكانت بداية استعماله لهذا الغرض بالتحديد هو التخلص من الرطوبة والنش واكتشفوا بعدها جماله ونوعيته الممتازة للتلبيس الخارجي للزينة والداخلي للديكور .وأغلب البلدات اللبنانية تتغنى بجمال لونه الفريد وتعتمده في تصميم البيوت وهندستها خارجياً وداخلياً، ويطلب الحجر هذا بالاسم وهناك عدة أنواع من الحجر العرسالي: حجر المبوز، الحجر المدقوق، حجر البيك، حجر المجلي، ومنها عدة أشكال وأحجام ومقاسات، ويتم إنتاج هذا الحجر من المقالع والكسارات عبر آليات مخصصة وبعدها يتم تقطيع الحجر داخل المناشر المخصصة ومن ثم يتم حفرها و نقشها يدوياً وهذا ما يشتهر به أهالي عرسال فقط. و يُعدّ الحجر العرسالي من أكثر الحجارة مبيعاً في لبنان وخاصة في الفترة الأخيرة في هذه الأزمة يعتبر الحل الأنسب لعدة مشاكل ويعتبر سعره مقبولاً بالنسبة لأنواع عديدة من الأحجار والدهانات وبالرغم من تكلفة النقل وتأثره بالأزمة الاقتصادية وارتفاع كلفة تركيبه إلا أنه لا يزال الأفخم والأمتن من بين الأحجار الطبيعية في لبنان.
تواصل “هنا لبنان” مع أحد متعهدي تلبيس الحجر العرسالي في لبنان حول كيفية تصدير هذا الحجر إلى الخارج خاصة أن هذا الحجر مرغوب في دول الخليج ويليق بالقصور الفخمة قال: “الحجر العرسالي نوع من الصخور الطبيعية المشكلة الأولى هي في الوزن لأن الحجر العرسالي وزنه ثقيل جداً وهذا يكلف كثيراً في الشحن والتصدير والمشكلة الثانية أن على المسافات الطويلة يمكن أن ينكسر لذلك هناك طرق معينة لنقله وهي مكلفة أيضاً لذلك نواجه مشكلة في تصديره. وأضاف “مع العلم أن العديد من الدول العربية تتواصل معنا بشكل خاص لتصدير الحجر العرسالي بطلب خاص من أصحاب القصور كونهم أتوا إلى لبنان سابقاً وتعرفوا إلى هذا الحجر”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us