فيروس H1N1 يضرب المدارس: إشاعات مفتعلة توفيراً للنفقات!


أخبار بارزة, خاص 18 تشرين الثانى, 2022

كتبت ناديا الحلاق لـ “هنا لبنان”:

في وقت كانت العين مصوبة على تفشي “الكوليرا” دخلت “إنفلونزا H1N1” الخط حيث سجل الفيروس خلال الأسابيع الماضية تفشياً سريعاً في بعض مدارس العاصمة وبلدات وقرى عدة، بحسب ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفع العديد من المدارس إلى اتخاذ قرارت فردية بإقفال أبوابها وصفوفها نتيجة كثرة الإصابات، فيما حسمت مصادر من وزارة التربية والتعليم الجدل حول موضوع إقفال المدارس، مؤكدة أن لا عودة إلى الإقفال ولا إلى الكمامات، وطلبت من جميع المدارس في حال تسجيل حالات H1N1 التواصل معها وعدم اتخاذ القرارات بإقفال الصفوف والتوقف عن التعليم.

وفي متابعة “هنا لبنان” للموضوع أكد العديد من الأهالي انتشار فيروس H1N1 في المدارس على نطاق واسع وطالبوا الإدارات بإغلاق الصفوف تحسباً لانتشار الفيروس، مؤكدين ظهور أعراض إنفلونزا قوية على أبنائهم، مع ارتفاع مستمر في درجة حرارة الجسم لا تنخفض بسهولة، ليتبين بعدها أنهم مصابون بـ H1N1 .

وفي أحدى المدارس الخاصة في بيروت أكدت إحدى الأمهات لموقعنا أن عدوى H1N1 انتقلت إلى 9 تلاميذ في صف ابنها ما اضطر المدرسة إلى إقفال الصفوف لمدة أسبوع.

كلام الأهالي أتى مناقضاً لتصريحات رئيسة اتحاد لجان الأهل في المدارس الخاصة لمى الطويل والتي نفت الأخبار المتداولة حول انتشار فيروس إنفلونزا H1N1 في المدارس وأن صفوفاً بكاملها موبوءة، وأن الإدارات تتكتم ولا تأخذ أي إجراءات لازمة.

وتقول: “في الحقيقة عمدت بعض المدارس إلى نشر الشائعات لنشر الرعب لدى الأهالي وحثهم على المطالبة بإقفال أبواب المدارس توفيراً للنفقات التشغيلية على المدرسة، وتحديداً المدارس التي لم تحصل على تراخيص من وزارة التربية بعد، مشيرة إلى أن لجان الأهل لم تتلقَّ أي مطالبات من الأهالي بالإقفال وكل ما يتم تداوله هو تهويل إعلامي”.

وتؤكد الطويل أن المدارس لن تقفل أبوابها خصوصاً وأن المرض لم يعد يشكل خطراً على الحياة، وكل ما تطلبه المدرسة اليوم من أهالي التلاميذ المصابين هو عدم إرسال أولادهم إلى المدرسة حتى تعافيهم تماماً من المرض.

أما من الناحية العلمية فيرى رئيس دائرة طب الأطفال في الجامعة اليسوعية البروفسور برنارد جرباقة أن “فيروس إنفلونزا H1N1 هو نوع من فيروس الإنفلونزا المصنفة ضمن الفئة “أ”، ويمكن أن يصيب الفيروس جميع الفئات العمرية والعديد من المصابين تظهر عليهم أعراض مرضية عادية ولا يحتاجون إلى رعاية طبية، ومع ذلك قد تكون أعراض المرض حادة عندما يصيب الحوامل والأطفال والمسنين والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة معيّنة مثل (الربو، أمراض الرئة، السكري، ضعف جهاز المناعة، أمراض الكلى، أمراض القلب، وغيرها)، حيث يكونون أكثر عرضة لظهور المضاعفات الشديدة.

ويلفت جرباقة إلى أن فيروس H1N1 يتسم بارتفاع حرارة الجسم بشكل مفاجئ والإصابة بسعال عادة ما يكون جافاً وصداع وألم في العضلات والمفاصل وغثيان والتهاب في الحلق وسيلان الأنف، وقد يستمر السعال بشكل متواصل لمدة أسبوعين لدى المصابين في حين يُشفى معظم المصابين من الحمى والأعراض الأخرى في غضون أسبوع واحد. أما في بعض الحالات قد يتسبّب H1N1 في حدوث مضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة.

وعن الفترة التي تفصل بين اكتساب العدوى وظهور المرض، يقول: تدوم الفترة والتي تُعرف بفترة الحضانة يومين تقريباً.

وعن طريقة انتقال العدوى يلفت جرباقة إلى أن فيروس H1N1 ينتشر بسهولة وتنتقل العدوى بسرعة في المدارس ودور الحضانة والجامعات وأماكن اللعب المخصصة للأطفال وفي كل أماكن التجمعات، كما يمكن للفيروس الانتقال عبر الأيدي الملوثة به.

وللوقاية من العدوى يوصي بعدم التواجد كثيراً في أماكن التجمعات وبغسل اليدين بانتظام ووضع الكمامات.

وعن علاقة فيروس H1N1 بفيروس كوفيد19، وازدياد خطر الأعراض لدى الأشخاص الذين أصيبوا سابقاً بكورونا يوضح: “المصابون بكورونا والذين يعانون من أضرار في الرئتين يكونون عرضة أكثر للمضاعفات الحادة في حال إصابتهم بفيروس H1N1، أما الأشخاص الذين يصابون بإنفلونزا H1N1 والكورونا في الوقت نفسه، فتكون المضاعفات والآلام لديهم أكثر شدة وخطورة”.

ويختم جرباقة حديثة بحث الجميع على التّحصن عبر تلقي اللقاحات اللازمة والالتزام بالإجراءات الوقائية مثل غسل اليدين والتغذية الجيدة لتقوية المناعة والنوم بانتظام وممارسة الرياضة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us