“لا أفلام لبنانية”.. قطاع السينما في وطننا إلى زوال!


كتبت نور الهدى بحلق لـ “هنا لبنان” :

صناعة الأفلام أصبحت شيئاً من الماضي بعد أن واجهت ركودًا بعد الحرب اللبنانية واستعادت عافيتها شيئاً فشيئًا في السنوات العشر الأخيرة وبدأنا نشهد على عدد لا بأس به من الأفلام وإقبال كبير على السينما من قبل الجمهور وبدأت الأفلام اللبنانية تشهد انتشارًا ملحوظًا في بعض الدول العربية كما شهدنا في السنوات الأخيرة منافسة بين الأفلام اللبنانية وشهدنا على أرقام قياسية في المشاهدات حيث حصدت بعض الأفلام المئة ألف مشاهدة في غضون أسبوعين فقط. إلى أن شهدنا عام ٢٠١٩ على ثورة ١٧ تشرين التي أثرت نوعاً ما على موسم رأس السنة حيث كانت السينما تشهد نشاطاً كبيراً في السينما اللبنانية وتعدُّ تلك الفترة الأكثر نشاطاً، لتشهد بعدها في بداية ٢٠٢٠ أزمة جائحة كورونا التي قضت فعلياً على هذا القطاع.
أصبحت في العامين الأخيرين المنصات أكثر انتشاراً في العالم وفي لبنان خاصة وأصبحت العديد من الأفلام تعرض على منصتي شاهد ونتفلكس وأصبحت المسلسلات والأفلام متوفرة أمام المشاهد بشكل دائم وساعة يشاء وأصبحت تغني المشاهد عن السينما.
علق المخرج ناصر فقيه لـ “هنا لبنان” قائلاً: “للأسف هذا ما يحصل بالفعل المنصات تغني المشاهدين من الذهاب إلى السينما لأن هناك آلاف الخيارات أمام المشاهد لتختار العمل التي تريد مشاهدته”، وأضاف أن “شركات الإنتاج الكبيرة اعتمدت اللجوء للمنصات قبل إصدار الأفلام في السينما والدليل على ذلك أن كل الأفلام المرشحة للأوسكار أصبحت متداولة أمام الجميع”.
وعما إذا كان النجاح الذي يشهده شباك التذاكر يوازي النجاح على المنصات علق فقيه أن “هذا الموضوع مالي فقط وليس فنيًّا وأوضح أن المسلسل الذي يعرض على نتفلكس يحصد أرقامًا عالمية مخيفة أكثر من شباك التذاكر لأن الفيلم اليوم يصل إلى العالم كله بطريقة أسرع بينما في السينما يكون التوزيع محدودًا على سبيل المثال مسلسل squid game المسلسل الكوري الذي صدر من نتفلكس صنع أرقامًا خيالية، أعتقد أن ليس هناك فيلمًا ممكن أن يحصده في هذه الفترة”.
بعد الأزمة الاقتصادية الصعبة التي شهدها لبنان وبعد جائحة كورونا من الممكن أن نشهد على ركود وتراجع للأفلام اللبنانية بسبب صعوبة الإنتاج والتكاليف الباهظة لصناعة الأفلام، علّق فقيه بالقول “للأسف سنشهد حتماً على تراجع في السينما لأن معظم المنتجين اللبنانيين يلجأون إلى المسلسلات التي تعرض على المنصات وأضاف أن عددًا قليلًا من المنتجين يفكر اليوم بإنتاج الأفلام”. وختم قائلاً “موضوع السينما في زمن جائحة كورونا تراجع بشكل كبير، ومن الطبيعي أن نشهد على تراجع كبير ولكن هذا لا يعني أن ليس هناك عودة للسينما اللبنانية ولكن للتوضيح أن الأفلام ستكون أفلام المهرجانات متل كان والأوسكار لن نشهد على أفلام تجارية تعرض في السينما”.

أما المنتج المنفذ لشركة فالكون فيلمز أحد أبرز شركات الإنتاج الرائدة في السينما رائد سنان فأعرب عن أن “قطاع السينما تراجع جداً بسبب عدة عوامل أبرزها أزمة الدولار وأزمة كورونا وأضاف أن بطاقة السينما تراجعت قيمتها نحو ٧٠%”، وأضاف بأن شركة فالكون فيلمز “أنتجت نحو ٣ أعمال مؤخراً ولكن لم يتم عرضها بسبب كورونا وبسبب إقفال بعض دور عروض السينما التي تضررت جراء انفجار ٤ آب”.
أما فيما يخص المنصات متل نتفلكس وشاهد قال أن “نتفلكس لا تركز كثيراً على الأفلام العربية وشاهد لا تهتم كثيراً للفيلم اللبناني لذلك نحن اليوم كشركة تركيزنا على المسلسلات القصيرة الرائجة في الفترة الأخيرة وأضاف أن العديد من المنصات العالمية ستبدأ بحط رحالها في العالم العربي في غضون عام تقريباً”.
وختم قائلاً أن “اليوم هو عصر المنصات، المحطات التلفزيونية لم يعد باستطاعتها أن تشتري مسلسلات لأن لا مردود يعود إليها وخاصة التلفزيونات اللبنانية غير المشفرة”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar