“بيوت الضيافة” تنشط السياحة الداخلية… فهل تهدّد وجود الفنادق؟


أخبار بارزة, خاص 29 تموز, 2022

كتبت ناديا الحلاق لـ “هنا لبنان” :

بيوت ضيافة بأجمل الأسعار، ابحث قارن واحجز بيت الضيافة الفريد الذي يحلو لك لتمضية أمتع الأوقات، إعلانات تشد حواسك الخمس لمعالم سياحية رائعة، تدفعك لتجربتها فتجعلك تخوض المغامرة مرّة واثنتين.

وفي مفهوم بيوت الضيافة الذي بات شائعاً ويتزايد، فإنّها بيوت قديمة الطراز تعكس أصالة التراث اللبناني وتقع في قرى جبلية أو مناطق ساحلية جذّابة، معظمها في قلب المناطق السياحيّة لتعريف الأجانب واللبنانيين على العادات الشعبية والتقاليد والحياة الريفيّة والمطبخ اللبناني، بهدف تنشيط السياحة الداخلية، وهي مؤهلة لاستضافة السياح والرّاغبين في قضاء بعض الوقت فيها، خصوصاً بعد ترميمها وجعلها مواكبة للعصر.
أكثر من 150 بيت ضيافة، تشكل مروحة من الخيارات المنوعة التي باستطاعتك إيجادها في بلدات وقرى متعددة، بيوت تذكرك بالألفة والبساطة وترسم خطاً زمنياً لتاريخ لبنان العريق، توفر للزائر فرصة العيش واستكشاف مناطق جديدة، حتى أصبحت اليوم أحدث ظاهرة تشهدها بلاد الأرز في عالم الخدمات السياحية.
وفي جولة استكشافية قام بها “هنا لبنان” على عدد من بيوت الضيافة في المناطق النائية، تبيّن أن السّياح الأجانب هم أكثر من يحبّون زيارة هذه البيوت بغية استكشاف الأماكن التقليديّة والبيوت القديمة ليعيشوا جوّها، إلى جانب عدد من المقيمين الآتين من مختلف المناطق اللبنانية، لاكتشاف مناطق جديدة والاستمتاع بجمال لبنان وجواهره المخبّأة.
فبعد انتشار بيوت الضيافة في لبنان على نطاق واسع، هل بات وجودها يهدد دور الفنادق؟
رئيس اتحاد النقابات السياحية في ​لبنان​ ​بيار الأشقر​ يوضح أن “بيوت الضيافة في لبنان منتج جديد، غذته وساهمت بانتشاره جائحة كورونا حيث أن معظم العائلات التي كانت ترغب بالذهاب إلى المناطق النائية بعيداً عن الاكتظاظ اتجهت تلقائياً نحوها”.
ويضيف: “نحن نسميها بيوتاً إلا أنها في الحقيقة فنادق مصغرة، ومعظمها ينشأ في المناطق النائية التي لم تكن موجودة على الخريطة السياحية، مثل رأس بعلبلك والضنية وغيرها”.
وعن مزايا بيوت الضيافة يلفت الأشقر إلى أنها “عرّفت اللبناني على مناطق لم يكن يعرفها سابقاً، وشدّت السائح الأجنبي وعرّفته على العادات الشعبية والتقاليد والحياة العادية للمواطن والمطبخ اللبناني”.
وعلى الرغم من ذلك فإن عدد بيوت الضيافة في لبنان لا يتعدى 150 مؤسسة على المستوى الدولي، تعمل بمعدل 1100 غرفة فيما يحتوي فندق فينيسا في بيروت وحده على 500 غرفة، أي أن حجم فندق واحد يساوي 50% من حجم كل بيوت الضيافة المنتشرة على الأراضي اللبنانية، ما يعني أن عملها لا يضارب على الفنادق أبداً، لافتاً إلى أن مواقع هذه المؤسسات أيضاً لا تشكل منافساً للمؤسسات الفندقية”.
وعن أسعار هذه البيوت يقول: “الأسعار يجب أن تتراوح بين 70 و100 دولار لليلة، إلا أن بعض أصحاب هذه المؤسسات قد يسعرها بين 200 و 250 دولاراً لليلة وهو رقم مبالغ فيه”.
ولا يخفي الأشقر أهمية بيوت الضيافة في لبنان في ظل الأزمة كونها ساهمت بخلق فرص عمل للشباب في المناطق النائية ويعطي مثالاً، إحدى بيوت الضيافة في منطقة الشوف يعمل فيها نحو 100 موظف”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us