السكن الطلابي “يكسر الضهر” ومستقبل طلاب لبنان في خطر!


أخبار بارزة, خاص 5 تشرين الثانى, 2022

كتبت ناديا الحلاق لـ “هنا لبنان”:

الدولار يحلق إلى أعلى مستوياته وأسعار المحروقات “تسايره”، حتى أصبح عبء النقل والمواصلات أكبر من عبء تأمين الطعام خصوصاً لدى طلاب الجامعات الذين يأتون من مناطق وقرى بعيدة عن جامعاتهم، ما دفع معظمهم للانتقال إلى السكن قربها كي يخففوا من ثقل بدل النقل عن أهاليهم، لكن الواقع أتى مختلفاً.

عادة ما يُصوّر لنا بأنّ السكن الجامعي أو الطلابي هو المكان الأفضل والأجمل حيث يحصل فيه الطلاب على أحسن الخدمات وأجودها بأسعار مقبولة، خصوصاً عندما يتشارك الغرفة أو الشقة عدد من الطلاب، ما يسهّل عامهم الدراسي ويجعله أكثر راحة وسلاسة. ولكن في لبنان تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فالأزمة الاقتصادية لفحت السكن الجامعي وجعلته مدولراً ما وضع الطلاب تحت رحمة الجامعات ومالكي الشقق السكنية والاستوديوهات الذين يستغلون حاجة الطلاب للسكن فلا يقبلون إلا بـ “الأخضر”.

الجامعة الأميركية في بيروت

وشهدت أسعار السكن الجامعي لهذا العام ارتفاعات كبيرة، وفي جولة على مساكن الطلاب في الجامعات تبيّن لـ “هنا لبنان أن أسعار السكن الجامعي في الجامعة الأميركية في بيروت أصبحت تتراوح بين 930 دولار للغرفة المفردة و2360 دولار للغرف المزدوجة، بحسب نوع كل غرفة وعدد الأسرة والخدمات المقدمة فيها من إنترنت وكهرباء ومياه، وذلك عن كل فصل.

الجامعة اللبنانية الأميركية بفرعيها

وفي الجامعة اللبنانية الأميركيّة في بيروت، فتراوحت الأسعار للغرف داخل حرم الجامعة بين 5552 و2270 دولار وذلك عن الفصل الواحد، أما بالنسبة لفرع جبيل فالأسعار بين 3198 و1658 دولاراً.

أما فيما يتعلّق بمساكن الطلاب في بيروت خارج حرم الجامعة، فقد قالت إحدى الطالبات أنّها تدفع 325 دولاراً شهريّاً لغرفة مشتركة بسعر 1300 دولار في سكن قرب حرم الجامعة في بيروت في منطقة الحمرا، مع دفع 20 مليون تأمين لصاحب الشقة إلى جانب فواتير الإنترنت واشتراك الكهرباء الشهرية.

جامعة القديس يوسف

وفي مساكن جامعة القديس يوسف الوضع ليس أفضل بكثير، حيث تتراوح الأسعار بين 550 دولاراً و2285 دولاراً، تدفع شهرياً بالفريش دولار عن الفصل الواحد.

أما بالنسبة للسكن خارج الجامعة، فقد أكدت إحدى الطالبات، أنّ بدل السكن الجامعي لاستوديو قريب من حرم الجامعة في منطقة الأشرفية أصبح 700 دولاراً (28 مليون ليرة تقريباً) بدون خدمات. أمّا المساكن الأخرى القريبة من الجامعة فيطلب أصحابها أيضاً الفريش دولار من الطلاب وتتراوح الأسعار بين 350 دولاراً و550 دولاراً مع دفع 5 ملايين ليرة تأمين للمالك وتكون غير قابلة للاسترداد.

الجامعة الأنطونية في بعبدا

سيناريو ارتفاع الأسعار يتكرر في الجامعة الأنطونية في بعبدا والعبء يزداد على الطلاب وإن حالفهم الحظ وتمنكوا من حجز سرير داخل حرم الجامعة فعليهم دفع 100 دولار شهرياً إضافة إلى فواتير الإنترنت والكهرباء.

الجامعة اللبنانية في الحدث

وفيما يتعلق بالجامعة اللبنانية في الحدث التي لم تستأنف دروسها بعد، فإن مساكن الطلاب فيها غير متوفّرة إلا في الحدث حيث تخضع للوساطة والمحسوبيات، فمحظوظ من يحصل على غرفة، أما الطلاب “يلي مش تابعين لحزب” فهم مجبرون على استئجار مسكن خارج حرم الجامعة ما يضعهم أمام معاناة كبيرة نظراً لارتفاع أسعار الإيجارات التي تتناقض مع إمكانياتهم المادية.

وبالمحصلة، التعلّم مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالسكن القريب والذي أضاف عبئاً جديداً على أهالي الطلاب ووضعهم أمام خيارات مصيرية إما الرضوخ للأمر الواقع أو وقف مسيرة أبنائهم التعليمية.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us