عندما ينكّت الحرفوش!


أخبار بارزة, خاص 19 أيار, 2023
الحرفوش

يرى حرفوش نفسه مبعوث الجمهورية الثالثة، الذي تنتظر دول الشرق والغرب قدومه على الحصان الأبيض كي يعيد إلى لبنان المجد فيحاكم الفاسدين ويجلد السارقين


كتبت إليونور إسطفان لـ “هنا لبنان”:

هو المتلهّف للشهرة، عازف مبدع، ملمٌّ بالموسيقى، حقّق نوعاً من الجماهيرية فظنّ نفسه رئيساً، وتخيّل مقعده الموسيقي كرسياً رئاسياً، والبيانو الذي يمرّر أنامله فوقه، دولة!

الحرفوش يعرف بكل شيء!

يبدع في الرياضيات، يحفظ معادلات الكيمياء، يبرع في الفيزياء، ويختصّ في البيولوجيا، وضليع في الاقتصاد والاجتماع والفلسفة والتربية.

أما السياسة، فهي عالمه، من فرنسا الأم الحنون إلى العواصم المجاورة، يجيد التقاط الصور وبناء العلاقات الافتراضية، ويسخّر أمواله المشبوهة لشراء الصحافة الصفراء، فتنشر عنه الأخبار الخيالية، كي يصدّقها بعض البسطاء فيصفقون لهذا المنقذ القادم إليهم بعباءة “سوبرمان”!

في شوارع باريس، انتشرت صورة لـ “حرفوشنا” وهو “يشنكل” صديقته القاضية المتمردة على القضاء، صورة جميلة لشخصيّتين لم تحقّقا إلّا الفشل، الأوّل دفع أموالاً واشترى إعلاماً وخسر اقتراعاً، والثانية خرجت من قاعات المحاكم، إلى المسارح العونية، فأدّت أدواراً وأدوار، حتى سقطت في نهاية مأساوية أدت إلى فصلها!

صداقة غادة عون مع عمر حرفوش مشروعة، فهما منفصلان عن الواقع، متضخّما “الأنا”، هو يرى نفسه مبعوث الجمهورية الثالثة ودول الشرق والغرب تنتظر قدومه على الحصان الأبيض كي يعيد إلى لبنان المجد فيحاكم الفاسدين ويجلد السارقين، أما هي، فترى في مرآتها أنّها صورة الدستور والقوانين، والآمرة الناهية في ميدان العدالة، فتصدر أحكاماً تويترية، وتجند أصدقاء الحالة الباسيلية كي يمجدوا تصرفاتها الهجينة!

غادة عون وعمر حرفوش، هما نموذجان للفوضى والعبثية، هما صورة الانحدار الذي وصل إليه لبنان، والذي بدأ يوم دخل ميشال عون بعبدا!

ففي بلد طبيعي، لا مساحة لكليهما.

ففي بلد طبيعي، يوضع هذان الإثنان “رسمياً” على رفوف “الأراجوزات”، لربما يمنح تهريجهما الشعب “العنيد” بعض المرح!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us