لماذا يختار النازحون اللبنانيون سوريا وجهة لهم؟
اختارت عائلات لبنانية وتحديداً أهالي البقاع وجزء من الجنوبيين، سوريا وجهة لهم ومعهم عدد كبير من النازحين السوريين الذين قرروا العودة إلى الداخل السوري بعد أن تمسّكوا “بحق” البقاء على الأراضي اللبنانية لسنوات.
كتبت ناديا الحلاق لـ”هنا لبنان”:
هذه المرة الحركة عكسية، نزوح من لبنان إلى سوريا، حيث اجتاز آلاف من النازحين الحدود هرباً من الغارات الإسرائيلية التي استهدفت جنوب البلاد وشرقها، وتحديداً إلى منقطة القصير وأجزاء من مناطق الزبداني فيما توجه البعض الآخر إلى مدينة حمص لاستئجار منازل هناك.
عائلات لبنانية وتحديداً أهالي البقاع وجزء من الجنوبيين اختاروا سوريا وجهة لهم ومعهم عدد كبير من النازحين السوريين الذين قرروا العودة إلى الداخل السوري بعد أن تمسّكوا “بحق” البقاء على الاراضي اللبنانية لسنوات.
فلماذا اتجه النازحون اللبنانيون إلى سوريا؟
يقول المحلل السياسي طوني بولس لموقع “هنا لبنان”: “سيطرة حزب الله على الحدود البرية وخاصة الحدود الشرقية في منطقة الهرمل وصولاً إلى البقاع الغربيي جعلت الحدود متفلته ومنطقة عبور دائمة بين لبنان وسوريا حيث يقوم فيها تجار المخدرات والميليشيات بالدخول والخروج دون حسيب ولا رقيب”.
ويضيف: “اليوم ومع تكثيف الغارات على لبنان عمد النازحون وخصوصاً أهالي البقاع إلى الاتجاه نحو سوريا نسبة لقرب البلد من مناطق سكنهم، مشيراً إلى أن معظمهم ذهب إلى منطقة القصير المحتلة من جماعة حزب الله، وأيضاً بعض المناطق في الزبداني وغيرها وعمدوا على ترميم المباني غير المسكونة هناك واحتلالها”.
كما يلفت إلى أن معظم النازحين هم من عائلات القياديين والمسؤولين الميدانيين والعسكريين في حزب الله، لاعتبارهم أن هذه المناطق أمنة أكثر من لبنان، علماً أن الاستهدافات الاسرائيلية على ما يبدو أصبحت على الحدود بعد أن كشفت اسرائيل دخول وخروج قادة حزب الله عبر الحدود السورية”..
أما في ما يتعلق بالنازحين السوريين المتواجدين على الأراضي اللبنانية، فيشير بولس إلى أن 18 ألف نازح سوري في لبنان عادوا إلى بلادهم، وبالتحديد إلى مناطق سيطرة النظام، وبعضهم إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية/ قسد، لافتاً إلى أن هؤلاء غادروا عبر معابر نظامية وغير نظامية.
نزوح سياسي
من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي يوسف دياب أنّ “النازحين إلى سوريا هم جزء من أهالي الجنوب الذين نزحوا ولم يجدوا مأوىً لهم أو من مناطق البقاع الذين دمرت منازلهم، وبالنسبة لهم التوجه إلى سوريا أقرب من نزوحهم إلى بيروت، خصوصاً وأن حزب الله ساعد الموالين له وأمن لهم المسكن هناك”.
ويتابع: “هم يذهبون إلى الريف الغربي لمدينة دمشق أي المناطق التي وضع حزب الله اليد عليها بعد الحرب السورية، وهم يعتبرون أنفسهم بمكان آمن وعلى مقربة من لبنان في حال قرروا العودة”.
وبحسب دياب فإن حركة النزوح هذه يمكن تصنيفها بالنزوح السياسي أي انتقال النازحين الى بيئة موالية لهم في سوريا، ولو كانوا من المعارضين للنظام السوري فحتماً لن يتجرؤا على الذهاب الى سوريا”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
“الطريق ما زال طويلاً”… إلى متى سيصمد “الحزب” في القتال؟ | حوالات المغتربين…طوق نجاة النازحين في الحرب | طلاب الجامعات الخاصة ينزحون نحو “اللّبنانية” و”القبول بدو واسطة” |