الصيد في لبنان بلا حسيب ولا رقيب


أخبار بارزة, خاص 17 تشرين الثانى, 2022

كتبت نور الهدى بحلق لـ “هنا لبنان”:

تعدُّ هواية الصيد من أكثر وأهم الهوايات التي يمارسها اللبنانيون والتي ينتظرون موسمها بفارغ الصبر، عند مطلع كل عام، خاصة خلال هذه الفترة من السنة. وأكثرها انتشاراً صيد الطيور الذي يبدأ موسمه عادة من منتصف شهر أيلول حتى آخر شباط، “المطوق، الفري والسمن، الصلنج والكيخن” هي من أبرز أنواع الطيور التي يلاحقها الصيادون في لبنان، وتتركز مراكز صيدها في المناطق البرية القريبة من الحدود مع سوريا، مثل عكار والقريات الشمالية المجاورة للحدود اللبنانية السورية بالإضافة إلى بعلبك-الهرمل وبعض المناطق الجنوبية.
يتم استخدام أسلحة البندقية على أنواعها التي تحتاج بدورها إلى الخرطوش المسعر بالدولار الأمريكي بذلك تأثر الصيادون نتيجة تفاقم الأزمة الاقتصادية، وباتت هواية الصيد محرمة على الكثير من الصيادين، بالإضافة إلى ذلك انخفض الطلب على شراء الأسلحة والخرطوش وذلك ما أكده لنا العديد من أصحاب محلات بيع مستلزمات الصيد.

تواصل “هنا لبنان” مع أحد أصحاب محلات بيع مسلتزمات الصيد وأكد لنا أن حركة البيع جيدة بالنسبة للوضع ولكنها تراجعت مقارنة بالأعوام الماضية وذلك أولاً بسبب ارتفاع سعر الصرف بينما الرواتب ما زالت بالليرة اللبنانية والسبب الأهم هو غلاء المحروقات والتكلفة العالية لمشوار الصيد الذي يكلف ما يفوق المليون ليرة من بيروت إلى منطقة الهرمل. وأضاف “أن معظم الصيادين بدأ بشراء الخرطوش بالتقسيط أي أنهم كل أسبوع يشترون علبة أو اثنتين على مدى أشهر لتجميعها لموسم الصيد الحالي. أما في ما يخص حركة بيع الأسلحة المخصصة للصيد فكان الجواب بأنها معدومة وهناك من يعرض علينا شراء أسلحة مستعملة.

رغم كل ذلك، نلاحظ أن الكثيرين يمارسون هذه الهواية رغم كل الظروف، لأنها هواية متوارثة عند البعض من الآباء إلى الأبناء وهي بدورها تنعش الاقتصاد نوعاً ما بين محلات بيع مستلزمات الصيد والأفران وبعض محلات السناك رغم كل شيء البعض تأقلم مع الوضع والبعض الآخر يعتمد «دك الخرطوش» وهي عبارة عن تعبئة الخرطوش بالخردق والبارود عبر ماكينة خاصة لتوفير بعض المال.
وهناك من يعتمد على الصيد الليلي والشبك والدبق والصيد العشوائي وصيد الطيور المهاجرة والجارحة وعدم الالتزام بقوانين الصيد لوزارة البيئة، ما يؤدي إلى ارتكاب مجازر بحق الطيور وهذه كلها أساليب تحدث ضرراً كبيراً للبيئة. كل ذلك والدولة غائبة تماماً عن هذا الموضوع بالإضافة إلى توقف إصدار رخص الصيد الموسمية لهذا العام مما أدى لحدوث العديد من المشاكل ووقوع ضحايا تحت السن القانوني للصيد وذلك نتيجة التفلت الحاصل في لبنان على كافة الأصعدة.
وحاول “هنا لبنان” التواصل لعدة مرات مع وزير البيئة ولكن لم نحصل على أي جواب أو توضيح.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar