المرشّح المدبلج

في القاموس اللبناني المرشح الجدّي يجب ألّا يكون اسمه قد نزل ولا مرة في صندوقة الإقتراع على مدى 11 جلسة. فالمرشح الجدي لا ينافس، يفوز فقط ولو بشق النفس!

كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:

ما معنى المرشح الجدي في القاموس الللبناني السياسي المعاصر؟
أوّلاً: هو من يتبناه الحزب/القائد وتمشي فيه “الحركة” أو ترشحه “الحركة” باسم “الحوزب” ويمشيان به الإيد بالإيد. يمرجحان فخامة الرئيس ويدلّلانه طوال ستّ سنين.
ثانياً: أن تكون يد المرشّح اليمنى ممدودة للجميع. ومن كثرة المدّ لا بدّ أن يصاب بوجع كتفين وتكلّس مفصلين والتهاب الفقرتين C6 وC7 وربما وصل المرشّح إلى جلسة القسم وفي عنقه طوق يؤشر لوجع في الرقبة
ثالثاً: ألّا يكون اسمه قد نزل ولا مرة في صندوقة الإقتراع على مدى 11 جلسة. المرشح الجدي لا ينافس. يفوز فقط ولو بشق النفس.
رابعاً: المرشّح الجدي هو الذي يقبل أن يُستعمل مادة للإبتزاز والتعطيل على المديين المتوسط والبعيد.
خامساً: يُفترض بالمرشّح الجدي أن يرضي كافة الأذواق. هو كـ “جاكيت” تُلبس سبور شيك مع تيشرت محترمة أو فوق قميص أبيض مع ربطة عنق كلاسيكية لا تشبه بشيء “ديزاينات” كرافاتات المرحوم نصري بك لحّود أو ألوان كرافاتات النقيب ملحم كرم.
سادساً: المرشّح الماروني الجدي هو المنبثق من رحم عيلة سياسية عريقة، فأن يكون جده نجاراً كمعلم يوسف سركيس من الشبانية فليذهب ويلعب في بهو المنشرة ولا يحلم بتبوّؤ سدة الرئاسة.
سابعاً: يقدّم المرشح الجدي إمتحاناته الـ “écrits” خارج لبنان والـ “orals” في مسقط رأسه.
ثامناً: على المرشّح الجدي أن يبرع في ثلاث هوايات على الأقل. واحتراف طاولة الزهر قيمة مضافة إن أتقنها صاحب الفخامة.
تاسعاً: وشرط المرشّح الجدي لرئاسة الجمهورية إمتلاكه خبرة في إدارة الطاولات. طاولات الحوار. هو مدير أتّفق المختلفون المصطفون حول الطاولة أو ستّين عمرن ما يتفقوا
عاشراً: المرشح الجدي، صاحب الحظ الأوفر لخلافة الفراغ، هو من لديه قدرة على الحكي مع الجميع في الشرق والغرب. يحكي مع الصيني باللغة المندرينية ومع الفرنسي باللغة الفرنسية ومع الأميركي باللغة الإنكليزية ومع الإيراني باللغة الفارسية ومع الفاتيكان باللغة الإيطالية ومع السُعوديين باللهجة الخليجية ومع المغاربة باللغة الأمازيغية ومع الدكتور بشّار بلغة العيون. باختصار المرشح الجدي لرئاسة الجمهورية اللبنانية مدبلج ويوجد منه نسخ بكل اللغات.

مواضيع مماثلة للكاتب:

كبتاغون وكوكا.. وماذا بعد؟

مفتي “الحزب” الممتاز

ميليشيات بدل الحكومات