جنبلاط يستشرف المرحلة المقبلة.. هل نشهد تبديلاً في المواقف؟


أخبار بارزة, خاص 9 أيار, 2023
جنبلاط

زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عين التينة بعد فترة من الانقطاع ما بين الرجلين، نتيجة التباين في وجهات النظر ما بين الطرفين حول دعم وترشيح بري للنائب السابق سليمان فرنجية الأمر الذي لم يقبل به جنبلاط الذي يستمر حتى اليوم بدعم مرشح سيادي بعيد عن الاصطفافات السياسية


كتبت نايلة المصري لـ “هنا لبنان”:

كان الأسبوع الماضي أسبوع اللقاءات السياسية بامتياز، لا سيّما عقب عودة السفير السعودي وليد البخاري إلى بيروت، حاملاً معه رسالة واضحة من القيادة السعودية مفادها أنّ الرياض لن تتدخّل في عملية تسمية أشخاص لرئاسة الجمهورية، بل ستكتفي بوضع أطر عامة لانتخاب أيّ شخصية جديدة للموقع الأول في لبنان.
جولة البخاري تزامنت مع حركتين مكوكيّتين لكلّ من نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب والنائب غسان سكاف، حيث حمل كلّ منهما مبادرة لتقريب وجهات النظر، وعلى الرغم من كلّ ما أشيع في الصحف لم تتمكّن المعارضة حتى الآن من توحيد وجهات النظر حول اسم شخصية محدّدة لرئاسة الجمهورية تلقى الإجماع من جميع القوى.
ومن بين لقاءات الأسبوع الماضي السياسية، لعلّ الزيارة الأبرز كانت زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إلى عين التينة ولقاؤه الرئيس نبيه بري. هذه الزيارة التي سبقتها زيارة “استطلاعية” للنائب السابق غازي العريضي لعين التينة، جاءت بعد فترة من الانقطاع ما بين الرجلين، نتيجة التباين في وجهات النظر ما بين الطرفين حول دعم وترشيح بري للنائب السابق سليمان فرنجية الأمر الذي لم يقبل به جنبلاط الذي يستمر حتى اليوم بدعم مرشح سيادي بعيد عن الاصطفافات السياسية، تماشياً مع كل من القوات اللبنانية والكتائب وغالبية الأحزاب المعارضة، وإن كان هناك بعض التباين في هذا الموضوع، لا سيّما بعد تصريحاته الأخيرة التي أكّد فيها أنّه لن يتعاطى في السياسة وجمّد مبادرته وأنّه لن يسمي أحداً بعد اليوم ما أدّى إلى بعض الاستياء أو العتب من حلفائه.
وفي هذا الإطار، ربطت مصادر مطلعة على الملف الرئاسي زيارة عين التينة أمس، بالزيارة التي قام بها السفير البخاري منذ أيام إلى كليمنصو، والتي أعطت مؤشرات أنّ المملكة العربية السعودية لم تضع فيتو على أيّ اسم لرئاسة الجمهورية، ولن ترشّح أحداً بل وضعت مواصفات عامة، وبالتالي فإنّ جنبلاط لا يمكنه الخروج عن القرار السعودي، وهو من قال في مجالسه الأسبوع الماضي أنّه لن ينتخب أيّ رئيس خارج إرادة المملكة العربية السعودية، وكذلك خارج إرادة كلّ من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية باعتبارهما من يمثلان الشريحة المسيحية الأوسع وأنّ الميثاقية بحوزتهما.
إلّا أنّ جنبلاط قد يكون قد استشعر أو استشرف المرحلة المقبلة عربياً بعد عودة سوريا إلى الجامعة العربية ما يعني أنّ ثمّة معطيات وأجواء تبدّلت كثيراً عن الماضي، ولهذه الغاية فإنّ جنبلاط يزن خطواته بتأنٍّ كي لا يقع في المحظور والمجهول، ومن هنا أتت الزيارة إلى عين التينة في مسعى لإعادة قراءة الوضع والبحث عن مساحات مشتركة تخرج البلاد من الفراغ القاتل الذي يعاني منه، من دون الانزلاق إلى سنوات الاخرى من العزلة العربية والدولية.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us