ملف انتخاب رئيس للجمهورية وضع جانباً.. وتحضيرات لتسوية تخلق شرقاً أوسط جديداً


أخبار بارزة, خاص 22 تموز, 2023
انتخاب

وضع ملف لبنان على رف الانتظار، ترافق مع تطورات في غاية الأهمية تشهدها المنطقة بعد اتفاق بكين الثلاثي، من التحضير لمصالحة سنية شيعية بين إيران والسعودية، إلى تسوية لشرق أوسط جديد وتصفير المشاكل، إلى حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عبر الدولتين.


كتب فيليب أبي عقل لـ “هنا لبنان”:

لا تبدو في الأفق أي بوادر لقرب موعد لانتخاب الرئيس، فالقوى المحلية عاجزة عن الاتفاق لانقسامها، وفي الخارج الملفات الساخنة تستنزف أجندات المسؤولين. ويلخص مسؤول غربي الوضع الحالي بالقول: “طالما أن القوى السياسية في لبنان ترفض الاتفاق لانتخاب رئيس فكيف يمكن مساعدتها وهي لا تساعدنا حتى نساعدها”. وعلى الرغم من هذه الصرخة تستمر القوى السياسية في التعطيل، فيما يوجّه كل رفيق أصابع الاتهام إلى الآخر. وأمام هذه الوقائع يتوقع مسؤول سابق أن يستمر الفراغ حتى الربيع المقبل، مستنداً إلى معطيات تشير إلى أن الخارج مهتم بشؤونه، وما يهمه من الشغور المحافظة على الاستقرار ومنع انهيار لبنان.

وفي هذا السياق ينقل مسؤول سابق عن السفيرة الأميركية في لبنان دورثي شيا قولها “أن بلادها لن تتخلى عن لبنان كما يروج البعض، وقد أنشأت فيه أكبر سفارة، ولكن لا يمكنها أن تحل محل اللبنانيين في اختيار الرئيس”. كما تجزم شيا بأن بلادها لن تسمح بانهيار لبنان فهي تدعم المؤسسات العسكرية والأمنية للمحافظة على الاستقرار وتدعم الشعب عبر مساعدات من منظمات مالية ومؤسسات غير حكومية.

ولأن ملف انتخاب الرئيس وضع جانباً في الوقت الحاضر، تسعى القوى المحلية إلى تعزيز موقعها استباقاً لمرحلة المفاوضات، فحزب الله يسعى من خلال التصعيد في الجنوب إلى حجز موقع له في المرحلة المقبلة لتثبيت الحدود البرية، والرئيس نبيه بري يتمسك بالاتفاق كمعبر إلزامي لانتخاب الرئيس، والمعارضة تطالب بتطبيق الدستور لانتخاب رئيس، والتيار يسعى لتأمين الظروف لترشيح جبران باسيل كخيار حتمي أمام محور المقاومة، وضروري للمسيحيين لمواجهة التطورت في ظل تعثر المبادرة الفرنسية، وقد عين الرئيس الفرنسي الوزير السابق جان إيف لودريان مبعوثاً خاصاً لإنقاذها.

هذا وتراجع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله عن الضمانات عبر التعديلات الدستورية وحصرها في الشخص، “فليس أضمن من سليمان فرنجية” في طمأنة الحزب بعدم طعنه مثلما فعل قبله الرئيسان إميل لحود وميشال عون.

كما كانت مواقف القوات والمعارضة لافتة في رفض الحوار والمطالبة برئيس سيادي لإنقاذ الوطن وتنفيذ البيان الثلاثي الأميركي الفرنسي السعودية الذي صدر في نيويورك في أيلول 2022.

وتقول مصادر أن وضع ملف لبنان على رف الانتظار، ترافق مع تطورات في غاية الأهمية تشهدها المنطقة بعد اتفاق بكين الثلاثي، من التحضير لمصالحة سنية شيعية بين إيران والسعودية، إلى تسوية لشرق أوسط جديد وتصفير المشاكل، إلى حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عبر الدولتين.

ووفق اوساط متابعة، فما يجري على حدود لبنان وفي جنين والضفة وداخل إسرائيل، وأداء حكومة بنيامين نتنياهو، كلّ ذلك يصبّ في مسار التحضير للتسوية.

لذلك تأتي زيارة مستشار الرئيس جو بايدن لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين “السرية” إلى إسرائيل، كما وصفها وزير إسرائيلي، بالتزامن مع زيارة الرئيس الإسرائيلي إلى واشنطن، لتحرك جملة ملفات من النووي إلى التطبيع النهائي، إلى ملف حدود لبنان البرية مع إسرائيل، مع بدء توتال الحفر في البلوك 9.

وفي المعلومات إنّ إدارة بايدن الـ”منزعجة” من حكومة نتنياهو وتصرفات بعض أعضائها وتورطهم بالفساد والتطرف، والتدخل في شؤون القضاء، أوفدت هوكشتاين لمعالجة ملفات “تخشى واشنطن أن تنسف الاستقرار في المنطقة”، في وقت تشهد عُمان “عجقة” اجتماعات أميركية إيرانية، وإيرانية سعودية، وسعودية أميركية، لترتيب أوضاع المنطقة انطلاقاً من الملف النووي وتنفيذ اتفاق بكين لعدم تدخل إيران في شؤون دول المنطقة والمحافظة على الاستقرار. لذلك ستشهد المنطقة تطورات إيجابية مهمة وزيارات لمسؤولين أميركيين لاستعجال خطوات التسوية.

ويرى مسؤول لبناني سابق أنّ هنالك سعياً لبدء التحضير لإنهاء مرحلة التطبيع، وجهد لإنهاء الصراع الفسطيني الإسرائيلي وفق مبادرة الملك عبد الله في قمة بيروت عام 2002 بعد عرضها في أيلول على الجمعية العمومية للأمم المتحدة للانطلاق في تنفيذها، مع اعتماد حل الدولتين. لقد استبقت إسرائيل هذه المعطيات بإقدامها على تنفيذ خطة قضم الأراضي الفلسطينية لتعزيز ورقتها التفاوضية بعدما دعا الرئيس الفلسطيني، ولأول مرة منذ فترة، للعودة إلى المفاوضات.

ورغم ذلك يعترف مصدر دبلوماسي أنّ بايدن يسعى لإبعاد نتنياهو عن السلطة لعودة المعتدلين لإنجاز التسوية.

فهل ما يقوم به حزب الله في الجنوب له ارتباط بهذه المعطيات، وهل محاولة تعكير الاستقرار لتعزيز وضعه التفاوضي وإسقاط خطة0 استهدافه في هذه المرحلة؟ تؤكد أوساط دبلوماسية بوجود حل لأزمة الجنوب بانسحاب إسرائيل من شمال الغجر، وإزالة خيم الحزب عن الخط الأزرق، مع إنهاء الخلاف حول النقاط الست لحدود لبنان المعترف بها دولياً وضبطها بالتزامن مع ضبط الحدود مع سوريا لمنع التهريب ودخول السلاح إلى لبنان، وهو أحد شروط بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة، على أن تنطلق مع الرئيس الجديد المتوقع انتخابه مطلع العام، إذا لم تفرض ظروف دولية تقديم الموعد، ورشة اصلاحية، وتطبيق الطائف لقطع الطريق على أي حوار، لأنّ المطلوب ليس حواراً بل تطبيق لبنود الطائف والقوانين، فيأتي رئيس ضمن صفقة حل شامل.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us